تم مساء السبت 18 مارس بمكتبة الألفية الثالثة بمدينة الرباط تقديم مؤلف “إليكم التفاصيل ” للكاتب والمذيع التونسي بقناة الجزيرة محمد كريشان.
ويتضمن الكتاب، الذي قدمه الصحفي المغربي بمعهد الجزيرة للإعلام محمد أحداد والصادر عن دار جسور للترجمة والنشر بلبنان سبعة فصول تقارب تجربة كريشان الإعلامية وهي “تونس فجر الصحافة وليل السياسة ” و” بدأت الهجرة ” و ” العراق زيارات ومطبات ” و” فلسطين المهنة والوجع ” وتونس والجزيرة ” و ” مع هيكل ” و” دفتر المفارقات والطرائف .”
وقال كريشان في كلمة بالمناسبة إن الكتاب جاء ” صدفة ” ، مضيفا انه لم ير في نفسه يوما أن يروي تجربته كما ان دوامة العمل والسفر المتواصل لم تكن تسمح له بكتابة أي شيء غير مقال أسبوعي في جريدة ” القدس العربي ” دأب عليه منذ أكثر من 20 عاما.
وأشار الى ان إلحاح عدد من أصدقائه ساهم في تشجيعه على الكتابة وقد تحقق له ذلك بسبب الفراغ ولزوم البيت الذي فرض على الناس جراء اجتياح فيروس كورونا العالم.
واعتبر ان الكتاب ليس سيرة ذاتية بل تجربة صحفية فيها جوانب إنسانية وذاتية وموضوعية قد تفيد جيلا من الصحفيين الشباب خاصة وان هذه التجربة انطلقت من الصحافة المكتوبة مرورا بالاذاعة وصولا الى التلفزيون.
و تابع قائلا ” الكثير يعرفونني من خلال شاشة التلفزيون لكن أصر على أكون صحفيا وليس مذيعا تلفزيونيا وعلاقتي بالصحافة لا اريدها ان تنقطع خصوصا من زاوية الكتاب لأن المدون هو الذي سيبقى أما التلفزيون فهو جهاز سطحي يتناول الأحداث لكنها تتبخر بسرعة وما يبقى هو المدون أو المكتوب لذا حافظت على كتابة مقال اسبوعي في صحيفة القدس العربي“.
من جهة أخرى ، عبر كريشان عن سعادته بلقاء جمهور القراء بالمغرب بمكتبة الالفية لتقديم مؤلفه ، مذكرا بان زيارته الأولى للمغرب كانت سنة 1984 وقد قابل زعماء سياسيين منهم على الخصوص الراحلين عبدالرحيم بوعبيد ومحمد بوستة كما كانت له صداقات مع اعلاميين مغاربة ضمنهم الراحل خالد الجامعي.
من جانبه وصف الإعلامي أحداد الأستاذ كريشان ب ” سفير قناة الجزيرة وأحد وجوهها الكبار” ، مبرزا وجود تقاطعات بين مضمون الكتاب وبين الحياة السياسية في العالم العربي
واعتبر ان الكتاب ليس سيرة شخصية للأستاذ كريشان بل سيرة بالمفرد لكن بصيغة الجمع ، مسجلا ان المؤلف يتضمن “نوعا من الشذرات والتذكر والقصص يربط بينها خيط ناظم هو التأريخ .”
ويذكر بأن محمد كريشان، يعد أحد الأوجه الإعلامية البارزة في العالم العربي، راكم خلال مسيرته المهنية خبرة في مجال التقديم التلفزيوني والإذاعي، والكتابة الصحفية، والتدريب الإعلامي.و كان كريشان عضو الفريق المؤسس لقناة الجزيرة، وعمل بها منذ تأسيسها في الأول من نونبر عام 1996، وهو أيضا عضو مجلس أمناء لجنة حماية الصحفيين في نيويورك. حصل على جائزة أفضل صحفي إذاعي عام 1992، وكرمه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات على تغطياته الخاصة بالقضية الفلسطينية عام 1993.
تمتد خبرة كريشان لأكثر من 40 عاما، عمل خلالها في مؤسسات عريقة، ومجالات إعلامية مختلفة، حيث كان محررا للشؤون العربية، في عدد من الصحف التونسية في الفترة ما بين 1980 و1995، ومراسلا لعدد من الصحف العربية، والإذاعات الأجنبية، مثل إذاعة مونت كارلو الفرنسية، وإذاعة هولندا الدولية، ثم عمل مذيعا في تلفزيون BBC العربي، قبل أن يلتحق بالفريق المؤسس لشبكة الجزيرة الإعلامية عام 1996 حيث يعمل الآن.