لم يبق على انعقاد القمة العربية الواحدة والثلاثون إلا أيام معدودات، والتي ستحتضنها العاصمة الجزائرية في فاتح نونبر 2022، بعدما تم تأجيلها سابقا لأسباب مرتبطة بجائحة كورونا كما كان يتداول، أما الحقيقة فكانت لها صلة بالخلافات القائمة بين مجموعة من الدول العربية.
وبعد تأكيد وزراء الخارجية للدول العربية خلال اجتماعهم بالقاهرة على عقد القمة في موعدها. مما دفع بالنظام الجزائري إلى تكتيف اتصالاته بملوك ورؤساء وأمراء الدول قصد ضمان حضورهم خوفا من فشلها او تأجيلها مرة أخرى.
و حسب نظر العديد من المراقبين و المهتمين بالشأن العربي و الدولي يرون ان القمة العربية لا تهم الجزائر في حد داتها و إنما تهم جميع الدول العربية ، وبالتالي يستوجب ضمان نجاحها ،إلا أن الواقع الملموس و الأحداث المتتالية و الوضع الحالي لجميع الدول العربية الذي لا يبشر بخير و تضارب المصالح بالإضافة الى الوضع العالمي المتقلب خصوصا ما يشهده العالم من حروب و صراعات بين الأنظمة العالمية مثل حرب روسيا و أوكرانيا و الانقسام الحاصل بين دول العالم حول هذه الحرب بين مؤيد و معارض و محايد، مما ترتب عنه ازمة عالمية همت مجموعة من المواد الضرورية التي عرفت نقصا حادا و أخرى ارتفعت أسعارها ،و ما يشهده الخليج العربي من صراع خصوصا مشكلة ايران و القضية الفلسطينية الإسرائيلية.
وبتدقيق شديد على الوضعية الحالية لعلاقات الدول العربية فيما بينها يتضح ان مجموعة من الدول لها مشاكل ومواقف متضاربة وأزمات اقتصادية واجتماعية وصراعات بين الأنظمة الحاكمة. هدا الوضع المتأزم سيكون له انعكاسات سلبية على مجريات القمة و ربما ستزيد تعميق و توسيع المشاكل مثل الوضع الحالي للجمهورية العربية السورية و التي استبعدت من الجامعة العربية مند 16 نونبر 2014و التي أبلغت عبر وزيرها في الخارجية السيد فيصل المقداد موقف سوريا من القمة العربية .
و أكد أن بلاده تفضل عدم طرح موضوع استئناف شغل مقعدها بجامعة الدول العربية بالإضافة الى علاقتها مع النظام الايراني المعادي لدول الخليج و المغرب .والعلاقات المصرية الجزائرية التي تشهد توترا حادا بعد زيارة وزير الخارجية الجزائرية رمضان العمامرة لإثيوبيا و بعدها زيارة رئيس الحكومة الإثيوبية ابي احمد الى الجزائر الشيء الذي أتار انزعاجا للقاهرة بسبب أزمة سد النهضة و خصوصا بعد لقاء الرئيس الجزائري تبون برئيس الحكومة الإثيوبية ودعم الجزائر لإثيوبيا ضد مصالح المصرية ، الأمر الدي يدفع بمصر الى عدم حضور القمة ، وكدلك انسحاب وزير خارجية مصر السيد سامح شاكر من اجتماع وزراء الخارجية العرب احتجاجا على تولي نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية الليبية رئاسة الدورة الجديدة للمجلس ال158 خلفا للبنان .
بالإضافة الى ما سبق فقد عرفت العلاقات الجزائرية الإيرانية في الآونة الأخيرة تقاربا ملحوظا خصوصا بعد طرد السفير الإيراني من المغرب و قطع الرباط علاقاتها مع طهران و بسبب اتهامات وزير الخارجية المغربية السيد بوريطة امام لجنة الشؤن العامة الامريكية الإسرائيلية “أيباك “ التي اتهم فيها ايران بتهديدها أمن المنطقة و المغرب و يجب التنسيق بين الحلفاء لردعها .
وكدلك موقف تونس من قضية الصحراء المغربية حينما استقبل الرئيس التونسي قيس سعيد إبراهيم غالي الرئيس المزعوم للجمهورية الوهمية أثناء انعقاد القمة اليابانية الافريقية للتنمية في افريقيا (تيكاد8) التي احتضنتها العاصمة تونس.
هذا الموقف السلبي لتونس دفع المغرب لاستدعاء سفيره بتونس للتشاور وهو عمل خطير وغير مسبوق ويسيء بشكل عميق الى مشاعر الشعب المغربي وقواه الحية. مما دفع بتونس الى استدعاء سفيرها بالرباط للتشاور مما خلق ازمة دبلوماسية بين المغرب وتونس بتحريض ودفع من الجزائر. إدن في ضل هده الأوضاع المشحونة والمتوترة بين الدول العربية.
إذن فما مصير انعقاد القمة العربية بالجزائر التي رفعت لها شعار ” لم الشمل “و ” استضافة الاشقاء العرب ” و” تقليص الهوة بين الدول العربية ” ؟ هده الشعارات لا تمت باي صلة مع لسان حالها وهي ما تزال تكن العداء الواضح للمغرب بمناسبة وبغير مناسبة مستأجرة ابواقها الدعائية واعلامها المرتزق، والضغط على بعض الدول التي تسير في فلكها و استغلالها ماديا لكي تنال من المغرب. و هل ستلتزم الجزائر بقرارات جامعة الدول العربية بضرورة حضور المغرب و مصرمع نشر خريطة الدول العربية كاملة غير مبتورة ؟ ومن سيمثل المغرب في هده القمة؟ كل هدا سيجعل انعقاد القمة العربية بالجزائر بين المطرقة و السندان .