بوادر تفكك الإتحاد الأوروبي أصبحت وشيكة .
يلاحظ أنه بعد عودة الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” ورئيسة الإتحاد الأوروبي “أورسولا فون دير لاين”من الزيارة التي قاما بها معا إلى العاصمة بيكين، والجلوس على طاولة الحوار مع الرئيس الصيني “شي جين بينغ “، وبعدما (إستعطفاه) لأجل التدخل لوقف الحرب الأوكرانية، وجه ماكرون فوهة مدفعيته من هولندا إثر الزيارة التي قام بها بدعوة من الملك الهولندي.. نحو أمريكا، واصفا إياها بالدولة الغيرة الموثوقة بها، والدولة التي لا تفي بإلتزاماتها، وما زاد الطين بلة صفقة الغواصات التي سحبتها أمريكا من بين يدي فرنسا لصالح أستراليا بقيمة 50 مليون أورو“.
وفي ذات السياق، وجه الرئيس الفرنسي دعوة للدول الأوروبية بعدم إنتظار الإملاءات من دول أخرى، ودعا إلى عدم التدخل بين أمريكا والصين في ما يتعلق بحربها المحتملة على تيوان، ودعى إلى أن تكون أوروبا قطبا ثالثا.
هذا، وقد رد على تصريحات “إيمانويل ماكرون” كل من ألمانيا التي وصفت أن تصريحات “إيمانويل ” تعنيه وحده ولا تعني أوروبا ككل، بل ووجهت له الصحافة الألمانية انتقادات لاذعة، ووصفته بالفاشل الذي لم يستطع حل أزمات بلاده ويسعى لحل أزمة أوروبا، بينما وجهت الصحافة والمنصات الزرقاء الأمريكية انتقادات للرئيس الفرنسي، وجاء في أهمها تذكيره بالفشل الذريع في أفريقيا وطلبه النجدة والتذخل الأمريكي لأجل القضاء على الإرهاب، وتذخلت أيضا بريطانيا رغم أنها خرجت من حلف الإتحاد الأوروبي، إلى أنها تدافع عن المصالح التي لازالت تربطها مع (أوروبا) .
كل هذه الأحداث المختصرة التي ذكرنا تعتبر من بين المؤشرات والدواعي التي ستسرع تفكك الإتحاد الأوروبي في أقرب وقت، وإن لم يحدث التفكك على الأقل حاليا، ستخرج مجموعة كبيرة من الدول قريبا، إلا أن التفكك حالة واقعة عاجلا أم أجلا .
دور السعودية في تفكك الإتحاد الأوروبي .
أعلنت منظمة “أوبك بلس” لمنتجي النفط، بقيادة روسيا والعربية السعودية الذين يعتبرون من بين أكثر المنتجين للطاقة في العالم عن تخفيض إنتاج المحروقات مما سينعكس على الأوضاع التي تجري في العالم، حيث أعلنت روسيا عن تخفيض نصف مليون برميل يوميا، والسعودية ستخفض 500 ألف برميل يوميا، والعراق 211 برميل أيضا.
كما أن كل من الإمارات والكويت الجزائر وعمان سيقومون بإجراءات مشابه تتعلق بالتخفيض، ولم يعلن عنها لحد الساعة .
وفي موضوع ذي صلة، تقول مصادر موثوقة أن المخابرات الأمريكية أرسلت رجالها في زيارة سرية للقاء ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” لأجل التفاوض من أجل تزويد السعودية بمنظومات حربية عسكرية مقابل رفع إنتاج المحروقات ودعم السوق الأوروبية..، وهو العرض الذي لم يتفاعل معه بنسلمان، بحيث يكون قرار التخفيض بمثابة سكين يقطع حبال وأوصال أوروبا التي سيتأتر اقتصادها وستغلق معاملها وتتضاعف نسبة التضخم فيها، مما يؤدي إلى إنهيار إقتصادها (أوروبا) إن إستمر الحال على ما هو عليه، وسيحل التفكك والشتات لدول القارة العجوز .
أمريكا تدير ظهرها لأوكرانيا وتتهم الزيلنيسكي بسرقة أموال طائلة .
بعد تورط أمريكا وضلوعها في الحرب الأوكرانية الروسية، وعدت أمريكا أوكرانيا بضمها إلى حلف “الناتو”، لم تمضي أيام قليلة، حتى أشهر الدب الروسي مخالبه في وجه أوكرانيا، وغزاها بحجة منع أي دولة مجاورة لروسيا من الانضمام لحلف الناتو حماية لأمنها القومي .
وعدت أمريكا ودول أوروبا بدعم أوكرانيا عسكريا وبالعتاد بأحدث المعدات الحربية من صواريخ وطائرات إلخ..، واستقبل الرئيس الأوكراني المهرج والممثل التلفزي سابقا، والممثل والمهرج القائد للدولة حاليا في البرلمان الأوروبي والأمريكي إستقبال الأبطال.
اليوم بمجرد ما يظهر وجه الرئيس الأوكراني على التلفاز في البرلمان الأوروبي، يخرج البرلمانين ويعطون ظهورهم للتلفاز، معلنين أنهم في غنى عن هذه الحرب، وإكتفوا بالعقوبات التي لم تجدي نفعا مع روسيا، بل زادتها قوة أكبر .
أمريكا في ورطة وإسرائيل أكبر الخاسرين في هذه المعمعة .
أمريكا اليوم تعي جيدا أن أوكرانيا خسرت الحرب، وأن جنود أصبحوا يتساقطون كالصراصير أمام المدفعيات والصواريخ الروسية، ورغم كل هذا، تحاول أمريكا أن ترمم بكارتها وتحفاظ على ماء الوجه أمام العالم، بتوجيه تهمة للرئيس الأوكراني “الزليننسكي” بسرقت أموال كبيرة، وهذا الإتهام في حد ذاته بمثابة الإعلان عن نهاية دعم أوكرانيا وتركها فريسة ولقمة سائغة في فم الدب الروسي .
كما إن الدور الحاسم الذي لعبته الصين في إعادة العلاقات بين كل من إيران والسعودية، كان بمثابة الضربة القوية التي قسمت ظهر كيان إسرائيل، التي أصبحت اليوم تحت رحمة صواريخ وقاذفات حزب الله في لبنان، واشتداد المقاومة في فلسطين، والقادم أعظم .