في مدينة طنجة، عاصمة البوغاز التي لطالما كانت منارة للثقافة والإبداع، اجتمع نخبة من الفاعلين الشباب والفنانين ضمن فعاليات أيام طنجة التكوينية لشبيبة الأندية السينمائية، التي نظمتها الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب، بالشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل. هذا الحدث الطموح يُعد جزءاً من برنامج “س”، الذي يسعى إلى تنشيط المشهد الثقافي في 50 مركزاً ثقافياً بمختلف أرجاء المملكة.
من بين الحاضرين البارزين، كان الفنان محمد العاقل، نقيب النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية بمدينة تطوان، الذي جسّد بتواجده قيمة التفاعل بين التجربة الفنية الراسخة والطموحات الشبابية الواعدة.
جاءت مشاركة العاقل في هذه الأيام التكوينية بهدف دعم مشروع تأسيس “سينكلوب تطوان” ليكون جسراً للتواصل الثقافي بين عشاق السينما في مدن تطوان والمضيق والفنيدق، ومنصة تُبرز المواهب الشابة وتُعزز الوعي السينمائي كوسيلة للإبداع والتغيير.
ولم يكن حضور العاقل مجرد مشاركة رمزية؛ بل جاء محملاً برؤية واضحة تنبع من إيمانه العميق بأهمية الأندية السينمائية كفضاءات للتعبير الثقافي والحوار الاجتماعي، وأداة فعّالة لتطوير الحضور الفني لدى الشباب. وقد أعرب عن تطلعه لتأسيس نادي سينمائي يُعيد إحياء الدور الثقافي الرائد الذي لعبته تطوان على مر العقود، ويضعها في صدارة المدن المغربية الداعمة للفن السابع.
أيام طنجة التكوينية لم تكن مجرد ورشات تدريبية، بل محطة حوارية عميقة جمعت بين التأطير الأكاديمي والنقاش العملي حول سبل تعزيز الفعل الثقافي عبر الأندية السينمائية. وقد أظهرت هذه المبادرة أهمية الشراكة بين القطاعات الحكومية والمؤسسات الثقافية في بلورة مشاريع مستدامة تُسهم في نشر الثقافة السينمائية وتفعيل دورها التنموي.
إن مشاركة محمد العاقل في هذا الحدث، وحرصه على الدفع بعجلة السينما المحلية نحو آفاق أرحب، تُبرز عمق التزامه تجاه تطوير المشهد الثقافي والفني.
كما تعكس حرصه على المساهمة في دينامية وطنية تُعيد للسينما مكانتها كأداة للتثقيف والتنوير، ووسيلة لجمع الطاقات الشابة حول مشروع ثقافي يحمل في جوهره روح الابتكار والتغيير.
بإرادة طموحة وأفق واسع، يبدو أن مشروع “سينكلوب تطوان” سيُشكل نقطة انطلاق جديدة نحو ترسيخ الثقافة السينمائية في المنطقة، واستثمارها في بناء جيل جديد من المبدعين الذين يحملون على عاتقهم رسالة الفن والإبداع.