أعلن النجم الإسباني سيرجيو بوسكيتس، أسطورة برشلونة والمنتخب الإسباني، اعتزاله كرة القدم بشكل رسمي، ليضع حدا لمسيرة كروية استثنائية امتدت لأكثر من عقد ونصف، حصد خلالها كل الألقاب الممكنة على مستوى النادي والمنتخب، تاركًا وراءه إرثا سيبقى خالدا في تاريخ كرة القدم.
مع برشلونة، حقق بوسكيتس 9 ألقاب في الليغا، 3 ألقاب في دوري أبطال أوروبا، 7 كؤوس ملك إسبانيا، 7 كؤوس سوبر إسباني، 3 كؤوس عالم للأندية، و3 كؤوس سوبر أوروبي. أما مع المنتخب الإسباني، فقد كان أحد الأعمدة الأساسية للجيل الذهبي الذي سيطر على كرة القدم العالمية، حيث توج بكأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا وكأس أمم أوروبا 2012.
لم يكن بوسكيتس لاعبا عاديا في وسط الميدان الدفاعي، بل مثل مدرسة مختلفة تماما. فرغم بنيته الجسدية المتواضعة، إلا أن ذكاءه التكتيكي ورؤيته للملعب جعلاه واحدا من أعظم من لعبوا في هذا المركز. عرف بقدرته على التخلص من ضغط الخصوم بسهولة نادرة، حتى لقب بمحور الأرض.
مكانة بوسكيتس تلخصها تصريحات عمالقة اللعبة. فيسنتي ديل بوسكي قال: “إذا شاهدت المباراة لن ترى بوسكيتس، لكن إذا شاهدت بوسكيتس ستشاهد المباراة.” أما بيب جوارديولا فقال: “إذا أردت فهم المباراة جيدًا، فقط ارمي الكرة لبوسكيتس.” وأضاف: “عاجلا أم آجلا سنراه مدربًا، وأنا مقتنع أنه سيكون ناجحًا.” من جانبه، وصفه لويس إنريكي بأنه أفضل محور ارتكاز في العالم وقارنه بأسطورة التنس رافاييل نادال. بينما أشار يوهان كرويف في مذكراته إلى أن الجماهير قد تنشغل بالمهاجمين وصانعي الألعاب، لكنها لا تدرك القيمة الحقيقية لبوسكيتس في تسيير اللعب.
برحيل بوسكيتس عن الملاعب، تخسر كرة القدم أحد أعظم لاعبيها وأكثرهم تأثيرا في العقدين الأخيرين. سيبقى اسمه محفورًا إلى جانب أساطير برشلونة وإسبانيا، كنموذج للاعب الذي أعاد تعريف مركز الوسط الدفاعي بذكاء استثنائي بعيدا عن القوة البدنية والاندفاع.
وباعتزال بوسكيتس تنتهي فعليا حقبة الثلاثي التاريخي لبرشلونة في وسط الميدان؛ تشافي، إنييستا، وبوسكيتس، ذلك الثلاثي الذي هيمن على كرة القدم العالمية وصنع أجمل فصولها، مانحا برشلونة والمنتخب الإسباني سنوات من المجد والهيمنة الكروية التي سيصعب تكرارها















