يتم حاليا عرض الفيلم الطويل “الطابع” لمخرجه رشيد الوالي في القاعات السينمائية بعد أن تم تقديم عرضه الأول مساء الأربعاء 15 ماي الجاري بسينما الأطلس بالرباط.
وينقل فيلم” الطابع” المشاهد في رحلة عبر التاريخ وبالضبط فترة الستينات والسبعينات حيث تمت هجرة عمال مغاربة إلى فرنسا للإشتغال في المناجم.
من هنا بدأت معاناة هؤلاء العمال الذين اصطدموا بواقع أشبه بالجحيم في باطن الأرض المحفوف بشتى المخاطر منها الاختناق فضلا عن الإصابة بالأمراض الصدرية وكذا السرطان.
و في هذا الصدد كشف مخرج الفيلم في تصريح لموقع “لوبوكلاج “عن أهمية تيمة هجرة المغاربة إلى فرنسا والتي شغلت حيزا كبيرا في هذه التجربة الفنية حيث قام الوالي بجولة عبر الديارالأوروبية لعرض “الطابع” بهدف تنوير الرأي العام هناك الذي يتناسى أو يجهل معاناة وآلام عمال مغاربة أميين اشتغلوا بالمناجم تم جلبهم من مناطق سوس المغربية من طرف مورا فيليكس، ومنهم من مات تحت الأرض وآخرون أصيبوا بأمراض رئوية خطيرة دون الإلتفات لما ألم بهم بل وأكثر من ذلك تم سلب حقوقهم .
وذكر الوالي بالجنود المغاربة الذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية واشتغلوا لمدة 12 سنة ثم عادوا الى الوطن خاليي الوفاض بعد ما تم حرمانهم من حقوقهم المستحقة.
ببعد فكري عميق تمكن الوالي من فك الكثير من القضايا والمواضيع التي تسافر بالمشاهد عبر ثنايا الماضي والحاضر وتفك عقال المتأمل فيما تهدف إليه ،
فبالإضافة إلى الهجرة يختزل العمل ثنائية الحياة و الموت وصراع الأجيال في أوساط المهاجرين.
وبلمسات فنية إبداعية، نجح ” الطابع ” في سرد قصص مثيرة للجدل نابعة من تجارب واقعية جسدها ثلة من الفنانين الموهوبين مغاربة وأجانب في مقدمتهم حميد الزوغي ومارك صامويل، وبودير، وغابرييل لازور، وجيريمي بانستر، وهشام الوالي وجليلة التلمسي….
ويميط فيلم “الطابع” ،الذي يعتبر العمل الروائي الثالث من نوعه للفنان رشيد الوالي، اللثام عن قصة حنين “العربي”عامل المناجم المغربي السابق، الذي استقر في فرنسا لأكثر من أربعة عقود وقرر العودة إلى وطنه الأم ليوارى فيه الثرى.
ومن جانبه، قال هشام الوالي:” إن ” الطابع ” يناقش هجرة المغاربة الى الديار الأوربية من اجل إعالة أسرهم في المغرب ، كما يبرز الدور الذي اضطلع به هؤلاء المهاجرون من أفارقة ومغاربة على وجه الخصوص في المساهمة في النهضة التي شهدتها البلدان الأوربية في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية”.
وسجل الممثل هشام أن الفيلم يتوخى إيصال صرخة ذلك الجيل الأول من العمال المغاربة بالمناجم الذين اشتغلوا في غياهب الظلام والذين عانوا من الأمراض وخصوصا السرطان ويتم التخلي عنهم ووأد حقوقهم المشروعة .
وتجدر الإشارة الى أن العرض ما قبل الأول للفيلم الذي استغرق 95 دقيقة، حج اليه جمهور واسع من عشاق الفن السابع، كما حضره مستشار جلالة الملك اندريه ازولاي ومخرج الفيلم رشيد الوالي بمعية أفراد من عائلته إضافة إلى شخصيات من عوالم الثقافة والفنون والإعلام.
ويذكر بأن عرض فيلم ” الطابع”بالمغرب يأتي بعد جولة دولية زار خلالها الوالي أهم الدول الأوروبية وشارك في عدد من التظاهرات الفنية الكبيرة، وهو العمل الروائي الطويل بعد فيلم “يما” الذي تم تصويره في كورسيكا و” نوح لا يعرف العوم” الذي صور في عدة مناطق من المملكة .