إن الصحراء الغربية Sahara occidental مصطلح فرنسي في الأساس، هذا كافي لنفهم أن عدو وحدتنا الترابية هي فرنسا عدا ذلك فأرانب سباق يأخذون أجورهم بحسب المهام الموكولة لهم وبحسب القوة الجيو سياسية التي يمثلونها في المنطقة:
- إسبانيا منذ سنة 1869
- الجزائر منذ سنة 1963
- البوليزاريو منذ سنة1973
القذافي فهم اللعبة مبكرا وانسحب، لكن فرنسا لم تغفر له هذا الانسحاب.
(الصحراء الغربية) مصطلح حق أريد به باطل. نحن المغاربة، واقصد العموم، منذ أن وعينا بالمشكل المفتعل ونحن نجد حرجا في استعمال مصطلح (الصحراء الغربية) كأننا بذلك نفرط في الوحدة الترابية أو على الأقل نؤيد دعاة الانفصال في طرحهم.
لكن تفاعلات الملف في الأروقة والمحافل الدولية، وحنكة الدبلوماسية المغربية في العقد الأخير وارتفاع منسوب وعي العموم من خلال ما ينشر على صفحات الجرائد الورقية والالكترونية وما يبث من فيديوهات من طرف الفاعل المجتمعي، كل ذلك جعلنا ندرك جيداً أن فرنسا قسمت صحراءنا إلى شرقية و غربية، لإدامة هيمنتها على الجهتين وعلى المنطقة ككل :
شرقية أدمجتها ضمن الحدود الحالية للجزائر، وغربية افتعلت فيها مشكل الانفصال واسندت مراقبتها لجنرالات الجزائر الذين، كلما ابدوا صمودا في إدامة الصراع في الجهة الغربية لصحرائنا المغربية كلما نعموا بسيطرة دائمة على الجهة الشرقية من صحرائنا.
في كلمة للدكتور نور الدين بن الحداد في أحد البرامج الحوارية صرح أن اليوطي دون في مذكراته التي كتبها عن مرحلتي تواجده بالجزائر ثم المغرب:( عندما نزلنا إلى الجزائر لم نجد إلا التراب ، ولكن عندما التحقت بالمغرب وجدت أمة تفتخر بتاريخها و تراثها ومفكريها وسلاطينها وفقهائها وزواياها ، ومتشبتة بثقافتها وشخصيتها ذات الروافذ المتداخلة والغنية ).
(بتصرف)

ما يفهم من كلام اليوطي أن المغرب قوة لكن دب إليها في فترة من تاريخها: الضعف والوهن. غير أن المغرب لا محالة قد يسترجع هيبته وقوته في أي لحظة، ولهذا أصرت الامبريالية الفرنسية على إضعافه على الدوام بخلق مشاكل ذات أمد طويل.
_ فرنسا ساعدت إسبانيا على التسرب مرارا وتكرارا إلى سواحل صحرائنا.
_ فرنسا احتضنت مكتبا دائماً للعناصر الانفصالية تحت غطاء ثقافة حقوق الإنسان.
_ فرنسا تظهر حسن نوياها إزاءنا في مجلس الامن حتى تخرج نفسها من دائرة الصراع المباشر، والثابت أنها لم تعترف يوما بمغربية الصحراء .
لهذا نقول( الصحراء الغربيةاولا) في أفق استرجاع ( الصحراء الشرقية ثانيا ) . ولن يتم ذلك إلا بالرجوع إلى الثقافة المخزنية العتيقة ، التي قامت أساسا وتقوت وتقوى معها المغرب من خلال فتح قنوات الحوار مع الفرقاء السياسين والاقتصاديين والاجتماعيين والدينيين على أساس قاعدة ثابتة قوامها:(مزيدا من الانفراج بيننا لكن اشداء على الآخر).