حين اتفقت مع محمد الشيخ بيد الله على الجلسة الأخيرة من اعترافاته، وقد تحرر ولو قليلا من تحفظه الرسمي، توقفنا عند شارع الأمم المتحدة بالرباط قائلا: “هنا كنا نجتمع قبل أن يختار الرفاق طريقا آخر”. كانت الجلسة الأخيرة مشحونة جدا، سألته عن أخيه، الذي يشغل منصب وزير داخلية البوليساريو، لينهار باكيا دون القدرة على إكمال الحوار.
في تلك اللحظة بالذات (وقد ندمت على السؤال)، فكرت في أن “الاعترافات” كانت ناقصة، خاصة وأن العقد الذي تأسس بيننا: لا ننشر إلا ما نتفق عليه، لتبدأ جلسات “تعذيب” جديدة كما كان يسميها توجت بإصدار كتابي الثاني “الصحراء.. الرواية الأخرى”
يصدر اليوم كتابي الثاني بعد أكثر من عامين من الاشتغال. “الصحراء.. الرواية الأخرى”، هي شهادة محمد الشيخ بيد الله، أحد مؤسسي نواة الطلبة الصحراويين، التي شكلت لاحقا جبهة “البوليساريو”، حول أحداث مفصلية (تأسيس البوليساريو، المسيرة الخضراء، الاستعمار الإسباني، انتفاضات الصحراء، وشخصيات محورية عاشرها (الوالي السيد، محمد عبد العزيز…) منها معطيات لم تكن معروفة من قبل.
الفكرة انبثقت من “كرسي الاعتراف” على جريدة المساء قبل تطوير الفكرة لتصير حوارا شاملا يتضمن معلومات قد تفيد الباحثين في تاريخ الصحراء.
ولابد أن أشكر كل الأصدقاء والأساتذة الذين ساهموا في إخراج هذا الكتاب:

– المركز الثقافي العربي على الثقة ونشر الكتاب.
– الأستاذ عبد الكريم جويطي الذي رافق العمل من حرفه الأول إلى الجملة الأخيرة، ناصحا بعين نقدية فاحصة وبرعاية أبوية في الكثير من الأحيان.
– الأستاذ حسن أوريد، الذي كان حريصا جدا على المساندة والتوجيه طيلة فترة إعداد الكتاب.
– الصديق جمال الموساوي، الذي أعده دائما العين الثالثة في كل الأعمال التي أنجزها منذ أن كنت في المغرب.
– الأستاذ حسن طارق على النصح وعلى كتابة مقدمة الكتاب.
– الصديق محمد أمزيان على تدقيق المعطيات التاريخية ومراجعة تبويب الكتاب.
– الأستاذ سعيد الحاجي، الذي قام بمجهود كبير من أجل تدقيق المعطيات التاريخية، بحكم معرفته التاريخية العميقة بملف الصحراء المغربية.
تصميم الغلاف: فكري المحتوشي
الأصدقاء بنقط البيع.