في سؤال حول حالة حرية الإعلام في المغرب، و إلى أي مدى يتمتع الصحافيون بمساحة آمنة للعمل من أجل المصلحة العامة؟
يقول إبراهيم الشعبي، رئيس المركز الوطني للإعلام وحقوق الإنسان وأستاذ بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، إن حالة الصحافة والإعلام بالمغرب بين مد وجزر، أي أنه لا يمكن الحسم في إشكالية حرية الإعلام هل هي جيدة أم سيئة، ولكن ما يمكن الحسم فيه هي أنها في منزلة بين منزلتين.
في بعض الأحيان تكون متقدمة، وهناك هامش حرية ومساحة تعبير، وبعض الأحيان تضيق هذه المساحة، وبالتالي تغيب حرية الصحافة والإعلام.
ويؤكد الشعبي على أن وضعية حرية الصحافة بالمغرب مقلقة جدا حسب تقارير مجموعة من المنظمات الدولية كمراسلون بلا حدود، و
Human rights watch /freedom house
مضيفا “وإذا رأينا أيضا من جانب المنظمات والهيئات والنقابات الوطنية مثل النقابة الوطنية للصحافة المغربية ومنظمة حاتم: منظمة الحريات والتعبير، فإنها تقول حسب تقاريرها الأخيرة، أن حالة حرية الإعلام صعبة جدا“.
“إلا أن هذا الوضع لا يمنعنا من أن نتحدث عن النصف المملوء من الكأس، وهو أن هناك اجتهادات قامت بها الدولة المغربية في العقدين الأخيرين، بخصوص حرية الإعلام ويتمثل ذلك في رفع الاحتكار على كل ما هو سمعي بصري، أيضا تأسيس الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري عام 2002 ومنح رخص لمتعهدين خواص في القنوات والإذاعات،
كما يمكن أن نسجل إيجابية على مستوى التنظيم الذاتي للصحافيين بإنشاء المجلس الوطني للصحافة، ولكن في السنوات الأخيرة لا حظنا أن هناك تضييقا كبيرا على الصحافة والصحفيين، وعلى مساحة الحرية والتعبير في المغرب، بحيث لدينا صحفيون مسجونون بالسجن، ولدينا مدونون مسجونون بالسجن، ولدينا متابعات ومحاكمات لأصحاب الرأي والتعبير سواء على مستوى الصحافة المكتوبة أو الصحافة الرقمية، أو على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي”.
ويقول الأستاذ إبراهيم الشعبي، أنه لا يمكن الجزم في أن وسائل الإعلام المغربية تتمتع بمساحة آمنة للعمل من أجل المصلحة العامة أو لا، بحيث يجب أن نميز أولا بين أنواع وسائل الإعلام، فعندما نتحدث عن الإعلام الرسمي فيجب أن لا يتحدث إلا على المصلحة العامة، لأنها وجدت من أجل أن تدافع على المصلحة العامة، أما الإعلام الحزبي ولو أنه تراجع فهو يساهم في الدفاع عن المصلحة العامة للبلد، لأنه يعتبر واجب من واجباته..
ليبقى النقاش حول الصحافة الخاصة، بحيث بعض الأحيان تضيق مساحة التمتع بالأمن في الكتابة، لذلك هناك صحفيون مسجونون، خاصة في السنوات الأخيرة.