· نورالدين مفتاح
” قبيل بداية كتابة هذه السطور، كنت أتابع المؤتمر الصحافي لرئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، فإذا به يصف الفلسطينيين بـ «الحيوانات»، وهي المرة الثانية بعدما سبق لوزير دفاعهم أن استعمل نفس الوصف. وبعد هذا بقليل، استهدفت قذيفة اسرائيلية جبانة مستشفى المعمداني الذي كان يحتمي به المدنيون، لتقتل ما يناهز الخمسمائة شهيد دفعة واحدة ! إنهم سائرون في عمليات إبادة شعب محاصر، يقتلون منه ويجرحون آلاف الضحايا يوميا، أكثر من نصفهم أطفال ونساء. 100 طفل يقتلون يوميا في غزة، والغرب يصفق !
نحن مجرد حيوانات، لا حق لنا لا في مقاومة ولا في أرض ولا في كرامة، ويقولون إنها البداية فقط!
..إن إسرائيل في العمق، وحماتها لم يؤمنوا أبدا إلا بدولة إسرائيل الكبرى، وهي التي تضم فلسطين المحتلة سنة 1948 والأراضي المحتلة سنة 1967، أي الضفة والقطاع والجولان، ثم شمال الجزيرة العربية ويعني نصف السعودية وبلاد الشام وغرب الفرات أي نصف العراق وكل سوريا ولبنان تقريبا، وشبه جزيرة سيناء وشرق النيل أي نصف مصر. وأخشى أن نكون اليوم، مع هذه الحكومة الإسرائيلية المجنونة، ومع هذا الدعم الغربي غير المسبوق، في بداية الطريق نحو هذا الهدف، وأن يكون دك غزة وإبادة سكانها مجرد انطلاقة، لهذا تجدهم يقولون إن الحرب ستكون طويلة.
..عموما، إن الذي يجري خطير وغير مسبوق، ولكنه في النهاية أحسن من هذا الانتظار والتلكؤ الذي جعلنا نؤرخ لقضية شعب لمدة 75 عاما بالمجازر والمذابح والتهجير. اليوم دقت ساعة الحسم، ففي النهاية، مع القضايا العادلة لا يستقيم إلا العيش بكرامة أو الموت بشرف.”