تخليدا للذكرى ال79 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، نظم المركز المغربي للتطوع والمواطنة اليوم الأربعاء بالدارالبيضاء ندوة وطنية بعنوان “مغرب الوطنية والمواطنة…بين الماضي والحاضر”.
والتأم لاستحضار أهداف ومرامي هذه المحطة النضالية، التي يعود تاريخها إلى 11 يناير 1944 ، ثلة من الشخصيات ويتعلق الأمر على الخصوص بكل من عبد الكريم الزرقطوني رئيس مؤسسة محمد الزرقطوني، وعبد الواحد الفاسي رئيس مؤسسة علال الفاسي، وسعد الدين العثماني رئيس مؤسسة عبد الكريم الخطيب، وعبد الواحد سهيل رئيس مؤسسة علي يعثة.
وبالمناسبة أكد محمد العصفور رئيس المركز المغربي للتطوع والمواطنة في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء أن هذه الندوة، المنظمة بدعم من جهة الدار البيضاء – سطات، عرفت مشاركة زمرة من المؤسسات التي ارتبطت أسماؤها برموز المقاومة والكفاح من أجل الانعتاق، مما ينم على روح الوطنية والمواطنة الحقة والتي يجب ترسيخ مبادئها وقيمها الجليلة لدى الأجيال الصاعدة من أجل مغرب جديد ومتجدد.
و في تصريح مماثل، اعتبر السيد عبد الطيف معزوز رئيس مجلس جهة الدارالبيضاء- سطات أن هذه الذكرى تعد مناسبة لاستحضار المحطات المشرقة والمضيئة من تاريخ المغرب التي تعكس عمق الروابط الوثيقة بين الشعب والعرش ومن خلالها يمكن استشراف المستقبل في أبهى صوره المجيدة، مشيدا بموضوع هذه الندوة والذي يبقى من المواضيع التي تبعث على الأمل وتحفز على إذكاء روح المواطنة، وذلك في ظل التحولات التي تشهدها المملكة.
وعن مؤسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث، أشار الباحث أسامة الزكاري أن التآم مجموعة من المؤسسات الوطنية المعروفة بالاشتغال في مجال الذاكرة الوطنية التحررية لمغاربة عقود عهد الاستعمار، جاء رغبة في استحضار وتحيين مضامين وقيم هذه الوثيقة التي تشكل حدثا أساسيا في تاريخ النضال الوطني ومنعطفا يدشن للانتقال من مرحلة المطالبة بالإصلاح الى مرحلة المطالبة بالاستقلال وتحويلها إلى رافعة لكل مشاريع التنمية في المرحلة الراهنة.
ومن خلال مداخلات لرؤساء المؤسسات الوطنية المذكورة تم التأكيد على أن هذا اللقاء هو موجه أساسا للأجيال الصاعدة التي لم تعايش أحداث النضال من أجل مكافحة الاستعمار، علما أن القيم والمبادئ التي ناضل من أجلها المغاربة وتضمنتها وثيقة المطالبة بالاستقلال لا زالت صالحة اليوم لتحقيق التعبئة الوطنية لمواجهة التحديات الكبرى على مستوى التحصيل للوحدة الترابية للمملكة وتحقيق التنمية السوسيو-اقتصادية وكافة انتظارات المغاربة.
وفي هذا الصدد أجمع المتدخلون على أن الوطنية لدى الشعب المغربي موروث جيني يبرز كلما استدعى الأمر ذلك، مؤكدين على ضرورة العمل كل من موقعه من أجل الحفاظ على التراث الوطني والاعتزاز بالموروث التاريخي الضخم الذي خلفه الأجداد، مع الوعي بالتحديات المشتركة ذات البعد الوطني والدولي من أجل تحقيق مختلف مظاهر التنمية.
وشددوا على الأهمية الكبرى التي تكتسيها الأسرة والمدرسة انطلاقا من دورهما الأساسي في التربية على المواطنة الحقة، مذكرين في هذا الصدد بالصورة التي رسمها الفريق الوطني لكرة القدم في منافسات مونديال قطر 2022 حيث برز جليا دور الأم في إذكاء روح التشبث بالقيم والمبادئ الوطنية.