نظمت مؤسسة فكر للتنمية و الثقافة و العلوم بشراكة مع المعهد العالي للإعلام و الاتصال, ندوة بعنوان: “أعلام في الذاكرة”:” عبد الكريم غلاب”، و ذلك برحاب المعهد العالي للإعلام و الاتصال، و بحضور أساتذة باحثين و صحفيين و أفراد من عائلة عبد الكريم غلاب.
بدأت الندوة بكلمة الافتتاح التي ألقاها رئيس مؤسسة فكر للتنمية و الثقافة و العلوم الأستاذ محمد درويش، إذ جاء في مستهل مداخلته: “نلتقي اليوم في رحاب المدرج الكبير بالمعهد العالي للإعلام و الاتصال للاحتفال بشخصية وطنية بصمت تاريخ المغرب المعاصر بإنتاجاتها الأدبية و الصحافية و مواقفها المجتمعية و السياسية و بمسارها الغني في كل مراحله إنه الأديب الصحفي عبد الكريم غلاب الذي شكل علامة رئيسة في تاريخ المغرب الحديث”.
و بعد ذلك قال مدير المعهد العالي للإعلام و الاتصال المنتهية ولايته عبد اللطيف بن صفية في كلمة له: “هي مناسبة لتكريم علم من أعلام الوطنية المغربية، عبد الكريم غلاب، هو عنوان الفعل المتعدد السياسي و الأدبي و الصحفي”. و أضاف ” لا يمكن ذكر اسم الأستاذ عبد الكريم غلاب لا و ينتابني الحنين إلى العصر الذهبي للصحافة الحزبية التي أسست بحق للممارسة الصحفية الملتزمة لقضايا الأمة”.
و تلا فقرة الكلمات فقرة الشهادات التي ترأس جلستها الأستاذ الموساوي العجلاوي. بتدأت هذه الجلسة بشهادة نجيب الزروالي، و من ما جا في كلمته: “لما نتكلم عن عمي عبد الكريم، ربما نفكر أولا في المثقف، اسمحوا لي ان أعود بكم إلى المناضل؛ لأنه لم يكتب كتابه الأول إلا في سن الأربعين، لكنه من الصغر حتى الأربعين كان مناضل و من المناضلين الذين كانو شرسين في الدفاع عن المغرب”.
و أردف المتحدث ذاته ” كان من مؤسسي جمعية الطلبة العربية في القاهرة و هذه كانت النواة الأولى التي مكنت الطلبة من التعبير عن كل ما يختلج في أذهانهم من مطالب”.
و في شهادة أخرى ألقاها الأستاذ عزيز اجهبلي، نيابة عن مدير نشر جريدة العلم عبد الله البقالي، إذ قال:”الجميع يدري أن جريدة العلم انتعشت طيلة عقود بفضل كتابة هذا الرجل و حكامة إدارته للجريدة، و هو ما جعلنا نقول في كل المناسبات أن صاحب عمود مع الشعب كان إيمانه راسخا في الكتابة و الصحافة كما في الأدب. لقد شكلت الكتابة بالنسبة له فن للحياة و مكون هوياتي، فقد عاش للكتابة و الكتابة عاشت لأجله”.
و بعد نهاية فقرة شهادات تم الانتقال إلى الجلسة العلمية، التي بتدأت بمداخلة الأستاذ عبد الإله بلقزيز و تناول في مداخلته جدلية المثقف و المناضل، حيث قال:”أحسب العلاقة العضوية التي انتسجت ما بين الوطني و الفكري و السياسي و المعرفي، وهي علاقة تكاد تكون نادرة الأشباه والنظائر في هذا البلد، شخصيا أنا لا أعثر على كثيرين يمثلون هذه العلاقة في المغرب. و قد اجتمع في الأستاذ عبد الكريم غلاب ما لم يجتمع في غيره، اجتمع المناضل و المثقف المبدع و الصحفي المؤرخ الباحث و المفكر و السياسي الملتزم للعمل الوطني نهجا و أفقا و خيارا، و الملتزم للعمل الحزبي في مؤسسة وطنية عريقة هي حزب الاستقلال و الملتزم بالشأن العام الذي ظل يفصح عنه يوميا بما يكتبه في جريدة العلم وفي عموده مع الشعب”.
أما الأستاذة عائشة التازي ففد وسمت مداخلتها ب “لا لموت عبد الكريم غلاب” حيث قالت: “الكتابة عن قامة فكرية من مستوى عبد الكريم غلاب مهمة شاقة وعصيبة، خاصة حين ترفض الذات الكاتبة أن تبرأ لمن تكتب عنه، وقد تصل بالرفض أحيانا إلى الجهر بعصيان الشريعة و التمرد عن الاعتقاد بكون التعلق حالة مرضية تستدعي العلاج و التطبيب كما ينصح علماء النفس، ندرك تماما أن إكرام الميت دفنه تلك شريعتنا و لكن حين يبلغ الأمر الافتقاد الرمزي و الإكتواء بديمومة قلق السؤال أعتقد أن الأمر يحتاج إلى إعادة النظر”.
وفي ختام هذه الندوة تم القاء كلمة بسم عائلة غلاب و كلمة الأستاذ محمد درويش.
و الأستاذ عبد الكريم (31 ديسمبر 1919 – 14 أغسطس 2017)، كاتب مؤرخ، روائي، أديب، وصحفي مغربي.
من أبرز مؤلفاته “سبعة أبواب”، (1965) .
• “دفنا الماضي”، (1966)
• “المعلم علي”، (1971)
و “قرير العين” (قصص)، 1965
• “رسالة الفكر”، تونس، 1968
• “الأرض حبيبتي” (قصص)، بيروت، 1971.