افتتح نادي القلم المغربي بالدار البيضاء بشراكة وتنسيق مع مختبر السرديات، الدخول الثقافي الجديد بلقاء لتقديم روايات مغربية، يوم السبت 28 أكتوبر 2023م- على الساعة الرابعة مساء بالمركز الثقافي بنمسيك -كمال الزبدي بالدار البيضاء، لقاء ثقافيا موسوما ب “الخيال في الحكاية قراءات في روايات مغربية“.
أكد شريشي المعاشي الذي ترأس هذا اللقاء على أن نادي القلم سطّر برنامجه لهذه السنة للاحتفاء بالرواية المغربية والروائيين المغاربة، بمشاركة باحثين وباحثات. معتبرا على أن الخيال مفهوم صعب التحديد، وأنه من أهم عناصر الأدب عموما، والرواية على وجه الخصوص، وعبره يمكننا أن نتصور ونصف الأحلام وأن نعيد سرد الواقع بوقائعه.
تناولت بعد ذلك دة/ أسماء الرفاعي مديرة المركز الثقافي كمال الزبدي، الكلمة مرحبة بجميع الحاضرين والمشاركين، مبرزة أن هذا اللقاء مناسبة للتعريف بالرواية المغربية وبمبدعيها، والقضايا والمواضيع التي تعالجها انطلاقا من الخيال والتخييل في الحكاية.
المداخلة الأولى قدمها د/ عمر العسري بعنوان “البطل بين الانكسار وتجاوز المحظور في رواية “معركة الكابتن نعمت الأخيرة” لمحمد لفتح، حيث أشار في البداية إلى أن يكتب الرواية المغربية باللغة الفرنسية. متناولا موضوع المثلية الجنسية في الرواية التي شكلت سردية مركزية، فالبطل في نظره يعيش بين الانكسار في الواقع المعيش، ومحاولته تجاوز هذا المحظور والتابو الذي يعاني منه.
وقدم الباحث أمين قزدار المداخلة الثانية بعنون “النزعة المأسوية في رواية غضب”. مستهلا كلمته في البداية بالوقوف على مفهوم الغضب لدى الفلاسفة، ومؤكدا على أن السرد في الرواية قيد الدراسة هو سرد ما بعد الحداثة، سمته تشظي الحدث. علاوة على التضمين السردي أو ما يسمى (الميتا تخييل)، كما عبّر على أن الرواية تتناول مواضيع عدة، مثل الاستطيقا وأخرى فكرية فلسفية، والمتأمل في الصفحات الأولى يجد الرواية تطرح إشكالية التجنيس، مثلما تشكل الرواية في مجملها نوعا من التعبير عن الغضب من المجتمع وما يطرأ فيه خاصة، معتبرا الكتابة فعل تطهيري تنفسي من الغضب.
وفي مداخلته الموسومة ب”دينامية خطاب الذاكرة في رواية “دار الماكينة”. اعتبر د/ محمد الدهبي المجتمع ذاكرة، ولكل إنسان حياة محمولة على زمان، والعودة إلى التاريخ وتوظيفه في الرواية سيرورة حياة؛ باستنطاقها لفترة تاريخية من تاريخ المغرب. في توظيف واضح في الرواية لخطاب الذاكرة، يرمي بجمالياته إلى كشف المهمش وما سقط من تاريخ المغرب.
وتناولت مداخلة ابتسام الهاشمي المعنونة ب”الأزمة محفزا للكتابة قراءة في رواية وباء”، موضوع الوباء، معرفة في بداية مداخلتها بالكاتبة المغربية أمنة برواضي وتجربتها، مبرزة دور الأزمات في التحفيز على الكتابة، وقد توقفت الباحثة على إشارات الكاتبة في بداية روايتها، كما استحضرت الكثير من الأعمال الروائية التي تناولت أزمات إنسانية؛ “قصيدة الكوليرا نازك الملائكة”، رواية “الطاعون لألبير كامو”، ورواية “الحب في زمن الكوليرا لماركيث”. وربطت تحليلها لنص براضي بسياقه ومناصاته.
وتناولت ربيعة برينة في دراستها الموسومة “السخرية وتمظهراتها في رواية مفعول الشيطان لهشام العسري”. أسلوب السخرية في الرواية ودوره في بناء الدلالة النصية والمعمار الروائي، إذ أكدت أن الرواية ركزت على أنسنة الشيطان، بتحويله من كونه كائنا ملائكيا غيبيا، إلى كائن إنساني في الرواية، كما بينت مواطن السخرية في الرواية، مؤكدة على أن السخرية فيها وظفت بطريقة مباشرة وأخرى غير مباشرة، وأيضا من التصوير الكاريكاتور، والتلاعب اللفظي.
أما المداخلة الأخيرة فقد قدمها عبد اللطيف خربوش في موضوع “سلطة الأمكنة ودلالتها في رواية بهيجة وأخواتها” منطلقا من كون المكان عنصر هام مهيمن في تشييد معالم الرواية، مبيّنا سلطته ودلالته. ممثلا لها بالعديد من الأمكنة ودلالاتها وإيحاءاتها داخل الرواية.
وفي الختام تفاعل الحاضرون والحاضرات مع أوراق اللقاء مساهمين في إغناء الأوراق العلمية المقدمة، وتوسيع مفهوم الخيال والحكاية.