في مشاهد تشبه “مهرجان هولي”, تستقبل بعض المدارس والمعاهد العليا طلبتها الجدد في احتفالات من اجل التغلب على الخوف واندماجهم مع الطلبة القدامى.
تشمل هذه الاحتفالات ممارسات وطقوس تارة طريفة و أخرى محرجة، يتم اخضاع الطلبة الجدد على تنفيذها، من قبيل: شرب سوائل من صنع الطلبة، تلطيخهم بالبيض، ارتداء الذكور ملابس النساء… ويطلق على هذه الممارسات ما سمى ب “البيزوطاج”, وهي ظاهرة تنتشر في أوساط المدارس والمعاهد العليا مع كل بداية موسم جامعي.
أضحت ظاهرة “البيزوطاج” تعرف انكماشا في الأعوام الأخيرة، نظرا للرعب الذي تثيره لدى الطلبة الجدد، وذلك عندما أصبحت تلك الممارسات تلحق الضرر النفسي والجسدي للطلاب.
كما تزايدت أصوات احتجاجات اباء وامهات الطلبة بعد تداول شريط فيديو في مواقع التواصل الاجتماعي، لطالبة تتعرض للضرب والرفس من طرف زملائها، الشيء الذي أدى الى منع بعض المؤسسات التعليمية القيام بهذه الممارسات داخل فضاءات الدراسة.
تتعدد مواقف الطلبة تجاه ظاهرة “البيزوطاج”, اكرام طالبة بكلية علوم التربية تجد هذه الممارسات تخلق جو من المرح يساعد الطلبة الجدد على الاندماج والانغماس في الحياة الجامعية بشكل أسرع.
في حين، يرى حمزة طالب بالمعهد العالي للإعلام والاتصال ان طقوس هذه الاحتفالات أصبحت غير أخلاقية وتدعو الى تكريس الكراهية.
من جانب آخر، يعتبر الدكتور علي الشعباني، استاذ علم الاجتماع ان ظاهرة “البيزوطاج” تتضارب حولها الآراء فالبعض يرى هذه الاحتفالات هي فرصة لإدماج الطلبة الجدد في المؤسسة لكي يتم القضاء على جميع الطابوهات فيما بين الطلبة، فالهدف الاساس من تلك الممارسات هو تربوي يزيل كل عوامل التكليف والإحراج.
ويضيف المتحدث ذاته انه في المقابل هناك من يرفض احتفالات “البيزوطاج” لكونها ممارسات عنيفة تتعدى النطاق التربوي بسلوكات مشينة اخلاقيا وانسانيا، تتنافى مع الاعراف الاكاديمية والقيم التربوية.
ويؤكد علي الشعباني، الأستاذ المحاضر بمعهد الصحافة بالعاصمة الرباط، ان هناك من ينادي بتوقف هذا التقليد نظرا للتأثيرات السلبية التي يخلفها لدى الطلبة وتجنبا لترسيخ العداوة مع الطلبة القدامى، خاصة وان الطلبة يأتون من بيئات مختلفة قد لا يستوعبون المغزى من تلك الممارسات.
ويخلص الاستاذ علي الشعباني الى ان العديد من المؤسسات قامت بتوقيف احتفالات “البيزوطاج” نظرا للتجاوزات التي تطرأ عن تلك الممارسات.