يبدو أن مصطفى الكثيري، المندوب الاتحادي للمقاومة و الذي عمر طويلا، يقضي أيا في جحيم الإدارة بسبب الصراع الذي فجره مع الموظفين. وقد خاض هؤلاء إضرابا وطنيا يوم الجمعة 19 ماي الجاري تزامن مع عرض ثلاثة منهم أمام مجلس تأديبي يشكك الاتحاد المغربي للشغل بقوة في المبررات التي بنت عليها الإدارة انعقاده. ويتوعده الموظفون، حسب ما ورد من صفوفهم، بتصعيد لوقف ما أسمته جهات نقابية بالإدارة ب “تغول الاتحادي مصطفى الكثيري و تحديه للقانون و استخفافه بالضوابط و الأخلاق”.
واعتبر الموظفون رفاق الميلودي مخاريق بأن المندوب السامي مصطفى الكثيري، الذي قضى في المؤسسة ما يزيد عن 22 سنة و “بلغ من الكبر عتيا“، تجاوز كل الحدود. وزاد الميلودي مخاريق، الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل الملح على جرح المندوب السامي للمقاومة خلال استضافته من طرف قناة موقع “العمق”، يوم الجمعة، لما صرح بأن “هذا الشخص (مصطفى الكثيري) حرام يكون مندوب وسامي … يقوم بممارسات مشينة تجاه العمل النقابي، … سلوكه شبيه بالاستعمار الفرنسي“. و قال عنه الميلودي مخاريق بأنه “تجاوز حدود الله“.
و قد انضاف هذا التصريح إلى قوة الشعارات التي رفعت خلال وقفة احتجاجية غير مسبوقة في تاريخ المندوبية السامية لقدماء المقاومين و أعضاء جيش التحرير تطالب برحيل مصطفى الكثيري عن إدارة اعتبرها المحتجون استثناء بين الإدارات المغربية،
و لأصوات نقابية تطالب بمساءلته قانونيا كما جاء في بيان الاتحاد الجهوي لنقابات جهة خنيفرة بني ملال الذي طالب حسب بيانه هذا ب” إلزام هذا المسؤول، الذي يتصرف في الإدارة كضيعة، باحترام كرامة الموظفين و على رأسهم المناضلين النقابيين باعتبارهم مواطنين كاملي المواطنة محميين بمقتضى أحكام الدستور و التشريع الجاري به العمل،
و إيفاد لجنة تقصي الحقائق لإجراء بحث دقيق في قطاع عليه ما عليه من المآخذ”. ويعتبر هذا المطلب الشديد اللهجة إحياء لمطلب بمساءلة مصطفى الكثيري وعناصر متنفذة في محيطه قضائيا بسبب مخالفات منسوبة إليه تضمنها تقرير المجلس الأعلى للحسابات، الذي قدمه الرئيس السابق إدريس جطو في صيف 2019، وملف ما يزال مفتوحا لدى النيابة العامة والفرقة الوطنية للشرطة القضائية.
وقد حظي إضراب موظفي المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ليوم الجمعة 19 ماي الجاري بدعم واسع من الجامعات الوطنية والنقابات الوطنية والاتحادات الجهوية والإقليمية والمحلية والاتحاد النقابي للموظفين والشبيبة العاملة المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، التي أصدرت ببيانات تضامن مع مناضلي الاتحاد المغربي للشغل بقطاع المقاومة،
عقب إصدار الميلودي مخاريق لبيان ناري يوم الخميس 18 ماي 2023 تضمن هجوما لم يسبق أن تعرض له الكثيري من نقابيي المندوبية السامية للمقاومة.
وقد بدا الكثيري في الأيام الأخيرة شاردا ومنهكا وهرما، وقد تجاوز الثانية و الثمانين من العمر، يتساءل معها المتتبعون عن جدوى الاحتفاظ بمسؤول عجوز في أرذل العمر مثير للجدل جدا عمر في الإدارة ما يزيد عن 22 سنة.