أوضح عالم النفس الألماني سجموند فرويد أن الغريزة الجنسية تعتبر سببا رئيسيا في كل ما يصاب به الإنسان من اضرابات نفسية، وأن الجنس نواة أساسية في الحياة البشرية، والأخطر هو عندما يكبت الإنسان تلك الرغبات فتتحول لبالون ينتهي بالانفجار.
ولعل هذا ما يحدث بالضبط عندما يغامر دكتور يحاضر بالجامعة بمساره العلمي والمهني ومحيطه الأسري في سبيل الحصول على لذة جنسية تحدث في ثوان معدودة.
سيجموند فرويد وبالرغم مما تعرضت له نظريته من انتقادات إلا أنه فضح الذات الإنسانية وكشف أغوارها، والدليل أن بعض الناس من علية القوم ماديا وثقافيا يضعفون أمام الهوس الجنسي ولم يخطر ببال معارفهم أنهم قد يصيرون في قلب فضيحة جنسية لما يظهر عنهم من وقار واتزان.
ومن جهة أخرى تشير آخر إحصائيات أليكسا أن المواقع الإباحية توجد في المراتب الأولى مما يتردد عليه المغاربة والعرب عموما. وهو ما يتناقض مع مبادئ وقيم المجتمع الإسلامي. دون أن ننسى التردي الخطير في الذوق العام وانتشار محتويات أقل ما يقال عنها خادشة للحياء بطريقة تثير التساؤلات.
من غير المنصف عزل ما جرى في جامعة سطات وغيرها عن واقع المجتمع المغربي، فالتحرش اكتسح مكاتب الشغل والشوارع والأسواق والمواصلات العمومية وكل مكان يجمع الذكور بالإناث. وإن تم اكتشاف حالات هنا وهناك فالمسكوت عنه أكثر بأضعاف.
ويبقى القانون هو الضامن الوحيد للحقوق والحريات والحل الآني لمحاربة استغلال المنصب والنفوذ والإضرار بالغير سواء عبر التحرش الجنسي أو الابتزاز أو أي وجه من أوجه الظلم والاعتداء.
كما يجب ردع من يستغلون حرية التعبير في إلحاق ضرر بالغ بقيم المجتمع المغربي وأقصد بذلك صناع التفاهة وعارضات أجسادهن في الوسائط الرقمية على اختلافها، فهم يؤثرون بشكل أو بآخر على متابعيهم وخصوصا فئة القاصرين.
فما هو موقف جمعيات حماية الأطفال وكل المعنيين من هؤلاء المبتذلين الذين استعمروا الشاشات وأسروا العقول؟
إننا أمام وضع مقلق وإشكاليات جمة تتعلق أساسا بالهوية الثقافية والانتماء الأخلاقي، فما أحوجنا لمناظرات علمية تجمع خبراء اجتماعيين ونفسيين، تنتهي بتوصيات يتم تنزيلها على أصعدة عدة انطلاقا من الأسرة والمدرسة.
ما أحوجنا لمراكز اتصال وتنزيل سياية القرب في بعدها الاجتماعي أو على الأقل إحداث رقم أخضر للتبليغ عن حالات التحرش بالجامعات وكل الفضاءات العمومية.