وجد بيدرو سانشيز نفسه منذ اندلاع الأزمة مع الرباط بسبب استقبال إسبانيا زعيم الحركة الانفصالية، البوليساريو، في فوهة بركان انتقادات لا ينتهي, بالخصوص من خصومه السياسيين, كالحزب الشعبي بزعامة بابلو كاسادو, ولهذا يسعى بكل السبل لوضع حد لهذه الأزمة تفاديا لتصدعات أكبر في حكومته الإئتلافية المتهالكة.
وبالرغم من اللغة الدبلوماسية اللينة التي استعملها أعضاء حكومته، كوزيرة الخارجية أرانشا غونزاليث لايا, تارة, وتارة أخرى محاولة الضغط على المغرب باللجوء إلى قضية القاصرين, إلا أن جميع هذه المحاولات، على ما يبدو، لم تعط أكلها مع المغرب الذي يظهر مصرا على زيادة الضغط على مدريد.
كما أن توجه إسبانيا نحو البرلمان الأوروبي لاستصدار قرار يدين المغرب بشأن استخدام القاصرين في سبتة, لم يكن بتلك القوة المطلوبة من مدريد, واكتفى البرلمان بالتعبير عن الرفض تجاه المغرب, مع التأكيد على أهمية استمرار العلاقات مع المملكة المغربية, وبالتالي فإن مدريد لم تكسب -حرفيا- أي شيء من هذا الرفض, لتبقى الأزمة مستمرة.
حسب الصحافة الإسبانية, فإن رئيس الحكومة بيدرو سانشيز لديه فرصة للقاء رئيس الولايات المتحدة الأمريكية, جو بايدن, في بروكسيل, يوم الإثنين المقبل في إطار الجولة التي يقوم بها بايدن إلى أوروبا ولقاء زعماء دول حلف الناتو الذي تُعتبر إسبانيا أحد أعضائه.
وتقول الصحافة الإسبانية, إن بيدرو سانشيز سيجري حوارا مع نظيره الأمريكي, لكن لا يُعرف ما هي المواضيع التي سيناقشها بيدرو سانشيز مع جو بايدن, غير أنه ليس مستبعدا أن تكون الأزمة الواقعة بين الرباط ومدريد أحد هذه المواضيع, بالنظر لوجود “علاقة أمريكية” مرتبطة بهذه القضية.
فمن بين أسباب الأزمة, المواقف الإسبانية المعادية للمغرب في قضية الصحراء التي اعترفت الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب عليها.
من المستبعد, حسب قراءات إسبانية, أن يطلب سانشيز بايدن بالتراجع عن قرار الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء, تفاديا لغضب أمريكي قد يؤول الطلب الإسباني كتدخل في الشؤون الأمريكية, لكن من غير المستبعد أن يطلب الرئيس الإسباني تدخلا أمريكيا لحل الخلاف مع الرباط, فهل يكون هذا هو السيناريو المرتقب؟