جرت اليوم الجمعة مراسيم افتتاح متحف (دار النيابة – بيت الفنان) بالمدينة العتيقة لطنجة، بحضور والي جهة طنجة-تطوان الحسيمة محمد مهيدية، ورئيس مجلس الجهة عمر مورو، والمدير العام لوكالة تنمية أقاليم الشمال منير البيوسفي ، وأطر المؤسسة الوطنية للمتاحف ومنتخبين وممثلي وزارة الثقافة وفعاليات من المجتمع المدني.
وتقع هذه المنشأة الثقافية الفنية في مبنى دار النيابة القديمة في مدينة طنجة، التي يندرج ترميمها في إطار برنامج إعادة تأهيل وتثمين المدينة العتيقة لطنجة الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس بهدف توفير فضاء مفتوح للفنانين للإبداع والتبادل والتكوين.
و تطلبت عملية التجديد و السينوغرافيا و إعادة تأهيل المبنى، التي أشرفت عليها وكالة تنمية أقاليم الشمال بتنسيق مع ولاية جهة طنجة تطوان الحسيمة ووزارة الشباب والثقافة والاتصال بتنسيق مع المؤسسة الوطنية للمتاحف، غلافا ماليا إجماليا يقدر بنحو 14 مليون درهم.
وتتوفر المعلمة الثقافية الجديدة، التي تقع على مساحة إجمالية تقدر بنحو 1841 مترا مربعا ، على قاعة متعددة الوسائط ، وقاعات للعرض ، وورش للرسم ، والتصوير ، ومعالجة الأعمال الفنية ، والنحت وغيرها من الفضاءات المتنوعة الوظائف.
وف وض تدبير و إدارة (دار النيابة-بيت الفنان) للمؤسسة الوطنية للمتاحف التي تشرف عامة على مشروع إعادة تأهيل 13 فضاء تاريخي من خلال خلق فضاءات ثقافية ستكون في متناول سكان طنجة وزوار المدينة.
وبالمناسبة، أكد مدير متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر عبد العزيز الإدريسي أن هذه المعلمة التاريخية ،التي تم تأهيلها لتصبح متحفا قائم الذات، ستمكن سكان وزوار مدينة طنجة من الاطلاع على جزء هام من تاريخ المغرب وذاكرة المدينة والأدوار التي اطلعت بها إبان حقب مهمة من تاريخ المملكة.
وأضاف السيد الإدريسي ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، أن المتحف يؤرخ بالخصوص لجزء من التاريخ الدبلوماسي للمغرب من القرن ال18 الى الزمن الحديث ، مشيرا الى أن المتحف يضم أعمالا تشكيلية لفنانين مرموقين تأثروا بالمغرب، كما يضم مجموعة من الوثائق والربائد التي تؤرخ للأحداث التي شهدتها طنجة منذ عهد المولى سليمان .
وأكد المتحدث أن المتحف استقدم كذلك عدة تحف خاصة لإضفاء الديمومة عليها ،إضافة الى أعمال فنية لعائلة “فوينتيس” وبعض التحف من دار الغازي ومن بنك المغرب وضعت رهن إشارة المتحف ، من أجل صياغة ووضع مسار متحفي متكامل.
وتقع “دار النيابة” ،التي شهدت توقيع عدة اتفاقيات ومعاهدات في حقب تاريخية متعددة ، في المدينة القديمة لطنجة وتشكل عامة جزءا فريدا من الذاكرة الإدارية والدبلوماسية للمغرب، و شيدت البناية في عهد السلطان، عبدالرحمن بن هشام، سنة 1860 كمقر لإدارة نائب السلطان بطنجة، الذي كان حلقة وصل بين الدولة المغربية والتمثيليات الأجنبية المعتمدة في المغرب قبل الاستقلال.