على إثر طول انتظار من هدمت منازلهم وأكواخهم بالأمس بكل من مدينتي الصخيرات وتمارة وأرغموا على التشرد والهيام في الأرض بحثا عن مرآب (كراج) او شقة مهترئة للكراء بأثمنـــة خيالية وقدرة شرائية جد متدنية بعدما اكتوت جيوبهم بالغلاء الذي نزل كالصاعقة على الطبقات متوسطة الدخل فما بالك بالطبقات الهشة ضحايا البطالة والفقر ، وانحسار الأفق ، تأبى سلطات الولاية وكل المتدخلين في عملية تسليم الشقق إلا ان يمددوا في معاناة السكان الذين استجابوا لعمليات الهدم بطواعية حبا في تحسين ظروف عيشهم ، كما شارك هؤلاء السكان في الماراطون المرهق على حساب ساعات العمل والقوت اليومي لأبنائهم من أجل تحضير كل الوثائق التي تحتاجها عملية التسليم ، واستجابت الساكنة أخيراً وليس آخرا الى كل التزامات الأداء المالي من قبيل الدفعة الأولى ، وأتعاب الموثق ، ومستحقات الربط بشبكة الماء والكهرباء……..
الكرة أضحت الآن في مرمى سلطات الولاية ، فالساكنة تأمل أن تتحرك الولاية بنفس السرعة والحماس اللذين طبعا عملية الهدم وتنتظر الساكنة ان تتبنى الولاية نفس الحزم الذي سلكته اثناء عملية الإخلاء القسري ، لأنه لوحظ فتور واضح في عمليتي القرعة وتسليم المفاتيح فكل يوم تأخير يكون على حساب قوت العائلات المكتوية بنار غلاء الكراء ، وكما أشار أحد حقوقيي الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الانسان الذين يتابعون الملف عن كثب ، ان هذا التأخير المبالغ فيه في إعادة إسكان الناس راجع إلى غياب استراتيجية محكمة تأخذ بعين الاعتبار التنسيق بين كافة المتدخلين وتأخذ بعين الاعتبار كذلك حجم الكتلة البشرية التي تحتاج الى إعادة الإيواء وتأخذ بعين الاعتبار تالثا معالجة المشاكل التي تعاني منها الساكنة التي تسلمت شققا تحتاج الى الكثير من التكملات والصيانة ، ربما كان ذلك نتيجة استراتيجية عملية الهدم الشاملة في لحظة زمنية وصفت بالخاطفة من قبل مراقبين كان على الولاية ان تتبنى سياسة التدرج حتى تتحكم في العملية برمتها (هدم وإعادة ايواء) ويسهل انذاك حسن التأهيل وسلاسة الإدماج في وسط سوسيوثقافي كما تراهن عليه الدولة .
فسلطات الولاية مدعوة الى التحرك بأقصى سرعةرحمة بهؤلاء المستضعفين ودرءا لكل احتجاج كالذي تفجر وسط الاسبوع الماضي