تصاعدت وتيرة الاحتجاجات في عدد كبير من المدن الليبية لليوم الثاني على التوالي، عبر من خلالها المواطنون عن رفضهم الشديد والقاطع لكل أشكال التطبيع واللقاءات السرية والمعلنة مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
جاء ذلك تنديداً باللقاء الذي جرى بين وزيرة الخارجية المقالة في حكومة الوحدة الوطنية نجلاء المنقوش، ووزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، وسط صمت حكومي.
وتجمع متظاهرون مساء الإثنين – فجر الثلاثاء، وسط العاصمة الليبية طرابلس في منطقة الميناء، كما احتشد آخرون أمام رئاسة الوزراء لليلة الثانية على التوالي، وأغلق آخرون عدداً من الطرق المركزية في العاصمة ومدن أخرى أبرزها مصراتة.
وأظهرت مقاطع الفيديو المتداولة رفع المحتجين العلم الفلسطيني والهتاف “بالروح بالدم نفديك يا فلسطين”، فضلاً عن مجموعة أخرى من الشعارات الرافضة لانصياع ليبيا لأي نوع من أنواع التطبيع.
وطالب البيان المجلس الأعلى للقضاء بالتدخل وإزالة حكومة عبد الحميد الدبيبة (…) ومحاسبتها على هذه الأعمال التي لا تمثل البلاد، داعياً جميع المدن الليبية إلى الخروج والمطالبة بإسقاط الحكومة.
وقبل ذلك، طالب مجلس النواب الليبي، النائب العام، بالتحقيق مع الحكومة في انتحال الصفة والفساد وجريمة التواصل مع إسرائيل، ومحاسبتها وكل من شارك معها في هذه الجرائم.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول ليبي، أن رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة طلب من إيطاليا ترتيب اجتماع وزيرة الخارجية الموقوفة نجلاء المنقوش مع وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين على أمل الحصول على دعم أمريكي ودولي أقوى لحكومته.
وقالت باحثة أوروبية في حوار إلى قناة فرانس 24 إن مسؤولين ليبيين رافقا وزيرة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية نجلاء المنقوش، إلى روما عندما التقت وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين في روما الأسبوع الماضي.
وذكرت الأستاذة الجامعية المتخصصة في الشأن الليبي، في هذا الحوار، أن إبراهيم الدبيبة، نجل شقيق رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، ووزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية في حكومة الوحدة الوطنية وليد اللافي، رافقا المنقوش خلال الزيارة.
يشار إلى أن جريدة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية قالت إن لقاء وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، ووزيرة الخارجية الموقوفة في حكومة الوحدة الوطنية نجلاء المنقوش في روما ليس بالجديد، لكنه حلقة من سلسلة لقاءات سرية جرت على مدار السنوات الماضية.
وذكرت الجريدة، الإثنين، أن لقاءات سرية انعقدت بين شخصيات سياسية ليبية، بينها صدام حفتر وسيف الإسلام القذافي، وإسرائيل على مدار العقد الماضي، وذكرت أن بعض تلك اللقاءات جرى من خلال جهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد والآخر عبر حكومات وأجهزة مخابرات أجنبية.
ونشب صراع داخلي بين جهاز المخابرات الخارجية (الموساد) في تل أبيب، ووزارة الخارجية، وتبادل الطرفان الاتهامات حول التسريب.
وقال مصدر في الخارجية، إن «الموساد»، الذي يريد أن يحتكر العلاقات مع العالم العربي، غضب من عقد اللقاء، فأقدم على تسريب الأخبار للصحافة. وأضاف المصدر أن «الخارجية عملت كل ما في وسعها للإبقاء على سرية اللقاء، لدرجة أنها لم تبلغ الموساد بأمره، لكن عندما علم الموساد، بدلاً من أن يبارك الخطوة، التي جاءت لخدمة مصالح الدولة، اختار التخريب علينا”.
بالمقابل، دحض «الموساد» موقف الخارجية، ووجّه مسؤولون فيه انتقادات شديدة لسلوك وزير الخارجية، إيلي كوهين، الذي تسبّب وفق ما يرون، في أضرار جسيمة للعلاقة بين إسرائيل وليبيا.
وكشف موقع “أكسيوس” الأمريكي عن غضب واشنطن من كشف وزارة خارجية الاحتلال عن اللقاء الذي جمع إيلي كوهين بوزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش في روما.
ونقل الموقع عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، أن إدارة الرئيس جو بايدن احتجت لدى الحكومة الإسرائيلية على قرار وزير الخارجية الإسرائيلي الكشف عن اجتماع سري عقده مؤخرًا مع الوزيرة الليبية.
وكانت وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلي أعلنت، الأحد، أن الوزير إيلي كوهين اجتمع بنظيرته الليبية في حكومة الوحدة الوطنية، نجلاء المنقوش.
وقال كوهين في بيان: “تحدثت مع وزيرة الخارجية عن الإمكانات الكبيرة للعلاقات بين البلدين، فضلا عن أهمية الحفاظ على تراث اليهود الليبيين، بما يشمل تجديد المعابد والمقابر اليهودية في البلاد”.