أقدم المغرب مؤخرا على استيراد أبقار شبيهة بالجاموس من البرازيل لسد حاجيات السوق المحلية من اللحوم الحمراء .
وقد أثار هذا القرار جدلا واسعا في صفوف المواطنين وتفاعلا كبيرا لدى عدد من نشطاء التواصل الاجتماعي حيث عبروا عن استيائهم إزاء هذا القرار ، معتبرين أن استيراد مثل هذه الحيوانات يعد سابقة في تاريخ المغرب وأن استهلاكها قد تكون له تبعات صحية.
وكرد فعل من الحكومة قصد طمأنة المغاربة حول جودة وسلامة هذه الأبقار قال وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، ان الأبقار المستوردة من البرازيل خضعت للمراقبة من طرف الأطباء البياطرة التابعين للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية “أونسا” بالبرازيل، وكذا بعد دخولها التراب الوطني، كما تم إجراء كافة التحاليل اللازمة.
وأضاف صديقي في تصريح صحفي مؤخرا بالرباط ، أن الأبقار المستوردة من البرازيل تعد من الأصناف الممتازة ويتم تسويقها بمجموعة من الدول، مسجلا أن استيراد الأبقار من الخارج يأتي من أجل الحفاظ على أثمنة اللحوم الحمراء في الأسواق الوطنية بشكل مناسب للقدرة الشرائية، علاوة على حماية القطيع الوطني المخصص للذبح.
وفي استقراء لآراء عدد من الجزارين في مدينة الرباط العاصمة الذين استاؤوا من كثرة تساؤلات الزبناء حول اللحوم المعروضة عندهم ،أكد هؤلاء في تصريح لموقع “لوبوكلاج ” أن الزبناء يرفضون بشكل قاطع اقتناء مثل هذه اللحوم وأن هؤلاء الزبناء يعيشون حالة من الارتباك والشك حول اللحوم المعروضة للبيع مع العلم ان محلاتهم لا تعرض حاليا أي نوع من اللحوم البرازيلية .
بدورها دخلت جمعيات حماية المستهلك على الخط بخصوص قضية الأبقار البرازيلية المستوردة حيث قال عبدالكريم الشافعي نائب الجمعية المغربية لحماية وتوجيه المستهلك في تصريحات صحفية ان هذه الأبقار من أصل هندي جرى تهجينها في البرازيل وتتميز بمقاومتها للأمراض .
وأضاف أن الابقار المستوردة من البرازيل و المعدة للذبح تتميز ب”جودة أكثر من الأبقار الأوروبية”، مبرزا ان المختصين والأطباء البياطرة أكدوا أنها صالحة للاكل وأنها جيدة وقد خضعت للمراقبة من طرف المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية وأنها سليمة من جميع الامراض.
وتجدر الإشارة الى أن هذا الجدل حول اللحوم البرازيلية يأتي في وقت اكتوى فيه المواطن المغربي لاسيما من الطبقتين المتوسطة والفقيرة مؤخرا بلهيب أسعار المواد الأساسية منها اللحوم الحمراء التي وصلت أسعارها الى 90 درهما بالنسبة للحم البقر و115 للغنم للكيلوغرام .