تداول رواد مواقع التواصل الإجتماعي “فيس بوك – أنستغرام – تيكتوك – وتساب…”، وباقي التطبيقات الحديثة، مقاطع فديوهات ، أقل ما يمكن القول عنها أنها تدمي القلب وتُطيرُ النوم من الجفون وتصدم النفوس، كما طرحت عدة أسئلة من قبل الرواد .
“الفيديوهات” التي تداولها رواد منصات التواصل الإجتماعي عبر الوسائط الإلكترونية، تظهر عدد كبيرا من النساء، قيل لقاءهن أمام مقر مقاطعة التازي إقليم القنيطرة، لأجل الاستفادة من عقد عمل لثلاثة أشهر بحقول الفراولة (الفريز) بدولة “إسبانيا”.
هذا، وقالت مصادر متفرقة، أن هؤلاء النسوة الراغبين في الإستفادة من فرصة العمل بإسبانيا، أن الفقر والعوز والحاجة هي التي دفعتهم التقاتل في ما بينهم و التدافع وتسلق حيطان المقاطعة وإجتياز الأصوار وإقتحام المكاتب رغم التشديدات الأمنية التي تسهر على تنظيم هذه العملية.
واضافت ذات المصادر، أن عدد من الأزواج يقبلن سفر زوجاتهم للعمل في ظروف غير أمنة حسب زعمهم، مكرهين غير باغين، بحيث يكون هؤلاء النسوة عرضة لجميع وسائل التغرير والإبتزاز، واسترسل ذات المتحدث، أن من بينهن (النسوة) أمهات لأطفال رضع، ومخطوبات، وأرامل..إلخ، يقول المصدر المحلي العليم .
ومن جهة أخرى، إن “شريط الفيديو” الذي غزى مواقع التواصل الإجتماعي بشكل منقطع النظير، دفع الرواد لطرح مئات التساؤلات على المسؤولين أصحاب القرار في الحكومة “الأخنوشية” ، ومن بين أهم هذه الأسئلة التي طرحها الرواد :
1 – ألا ترى الحكومة أن غلاء الأسعار يستنزف جيوب الفقراء وزاد الفقير فقرا ؟؟.
2 – ألا يرى البرلمان أن عليه التصديق على قانون تخفيض أجور الوزراء والبرلمانيين ورواتب كبار الأجور ؟؟ .
3 – هل الحكومة قادرة على تنزيل وتطبيق قانون الحد من الثراء غير مشروع ؟؟ .
4 – هل تنهض الحكومة بقطاع التعليم والصحة وتخفض ميزانية الرياضة…؟؟ .
5 – ألا ترى الحكومة أن مثل هذه المشاهد غير مشرفة وتشوه صورتنا أمام أنظار العالم ؟؟ .
ويشار معه، أنه ما قبل جائحة كورونا سنة 2020 ، إنتشرت فديوهات مماثلة للنساء في الحقول الإسبانية لجني الفراولة، صرحوا انهم يتعرضون للابتزاز والتحرش الجنسي، ومنهن من تعرضن للإغتصاب ، ومنهن من لم ترجع إلى أرض الوطن، وهو الشيء الذي يحتم على الجهات المسؤولة على الأقل توفير الحماية والضمانات الكافية لهؤلاء النسوة لأجل العمل في ظروف إنسانية تليق بكرامة المواطنة المغربية .
ويذكر معه، أنه على الحكومة المغربية أن تجد حلولا بديلة غير تهجير هؤلاء النسوة للحصول على لقمة العيش خارج بلدانهم، بعقد عمل لا يتجاوز ثلاثة اشهر، وإن هذه الشرائط توضح وتبين بالملموس الوضعية الحقيقية التي تعيشها الأسر المغربية الفقيرة رغم بعدها عن العاصمة الرباط سوى بكيلومترات قليلة، فما بالك بالأسر الفقيرة التي تعيش في رؤوس الجبال و القفار والفيافي ولا تصلها عدسات الهواتف الذكية التي أصبحت الإعلام البديل لنقل الحقيقة .
إن هذه الصورة، تعكس معاناة المرأة المغربية على الخصوص، فما بالك بالمرأة المغربية التي تعيش الفقر المدقع تحت بياض الثلوج في الجبال، البياض الذي يغطي سواد قلوب وغضب المواطن من سياسة تقهره وتجويعه وتنفيه في وطنه وتدفع للهجرة والاغتراب لأجل الحصول على لقمة العيش.