عادةً ما نربط مرض الزهايمر بكبار السن، لكن هل يصيب هذا المرض الشباب؟ وهل يختلف الزهايمر عند الشباب عن غيره؟
*ما هو مرض الزهايمر؟*
الزهايمر هو مرض تنكسي عصبي مزمن يدمر خلايا الدماغ ، مما يؤدي بمرور الوقت إلى تدهور مهارات الذاكرة والتفكير.
بالرغم من أن مرض الزهايمر كان موجودًا دائمًا ، إلا أن محاولات فهم وتحديد المرض وعواقبه ليست سوى حديثة جدًا في تاريخ البشرية.
من المعروف أن مرض الزهايمر يصيب الأشخاص البالغين بعمر 65 عامًا فما فوق، ولكن في بعض الحالات يمكن أن يصيب من هم أصغر من 65 وتعرف هذه الحالة بالزهايمر المبكر او الزهايمر عند الشباب.
تتطور الحالات النادرة للأشكال الوراثية من مرض الزهايمر بشكل عام مبكرا ، في المرضى الصغار نسبيا .
يقسم الزهايمر عند الشباب إلى قسمين:
1. مرض الزهايمر الشائع
هو الشكل الأكثر شيوعًا والذي يُعرف بإسم مرض الزهايمر المتقطع. لا يحدث بسبب الجينات ولا يعرف سبب حدوثه لكنه يتطور بنفس الطريقة كما يحدث مع كبار السن.
2. مرض الزهايمر الوراثي
هذا النوع نادر الحدوث، ويُعرف بإسم الزهايمر العائلي وحدوثه مرتبط بثلاث جينات تختلف عن الجينات الذي يمكن أن يزيد من خطر الإصابة ومن المحتمل أن يكون أحد الوالدين أو الأجداد مصابين به.
أسباب الزهايمر عند الشباب
الأسباب الدقيقة وراء الإصابة بمرض الزهايمر عند الشباب ليست مفهومة تمامًا، ولكن بشكل أساسي ثمة بروتينات في الدماغ لا تؤدي وظيفتها على نحو طبيعي، وتؤثر في عمل خلايا العصبية في الدماغ وتطلق سلسلة من المواد السامة. فتتعرض الخلايا العصبية للتلف وتفقد الاتصال بين بعضها البعض وتموت في النهاية.
وهناك مجموعة من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالزهايمر عند الشباب نذكر منها:
*1. العمر*
يعد من أكبر العوامل خطورة، إذ تزداد احتمالية الإصابة مع تقدم العمر.
*2. التاريخ العائلي والجيني*
يزداد خطر الإصابة في حالة وجود أشخاص من الدرجة الأولى مصابين بالزهايمر، لأن الجينات تلعب دورا في الإصابة.
*3. الجنس*
النساء أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر من غيرهم من البشر.
*4. أنماط النوم السيئة*
صعوبة النوم أو صعوبة الاستمرار في النوم لها علاقة بتزايد خطر التعرض لداء الزهايمر.
*5. الإفراط في تناول الكحول*
تناول الكحول يسبب تغيرات في الدماغ تؤدي إلى الإصابة بداء الزهايمر.
*6. تلوث الهواء*
الملوثات الموجودة في الهواء قد تسرع من تدهور الجهاز العصبي مما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالزهايمر.
*7. الإصابة الرضحية في الرأس*
إن الأشخاص الذين تعرضوا لإصابة رضحية في الرأس هم عُرضة للإصابة بالزهايمر.
*”أعراض الزهايمر عند الشباب“*
هناك مجموعة من الأعراض لمرض الزهايمر عند الشباب وتظهر على مراحل:
*أعراض المرحلة المبكرة للزهايمر عند الشباب*
وتشمل الآتي:
–فقدان الذاكرة وهو العرض الرئيسي لداء الزهايمر عند الشباب وأولى علامته، وتشمل نسيان التواريخ والأحداث المهمة وتكرار الأسئلة.
–صعوبة في التخطيط وحل المشكلات، وتشمل صعوبة في التفكير والتطوير واتباع خطة العمل وسوء التقدير.
–صعوبة في إكمال المهام، وتشمل صعوبة بالتركيز في المهام اليومية الروتينية، والأنشطة اليومية مثل عد النقود، وصعوبة في تنفيذ عدة مهام في الوقت نفسه.
–صعوبة في تحديد الوقت والمكان، ويظهر ذلك من خلال إيجاد صعوبة في التخطيط للمستقبل، ونسيان سبب وجودهم بالمكان وكيفية الوصول إليه.
–صعوبة في القراءة ومشكلات في تحديد المسافات والألوان.
–صعوبة في إيجاد الكلمات المناسبة لذلك يبدأ بالانسحاب من المحادثات والعمل والمناسبات الاجتماعية.
–وضع الشياء في غير موضعها، ونسيان أماكن وضعها.
–صعوبة في اتخاذ القرارات والاختيار.
*”أعراض المرحلة المتأخرة للزهايمر عند الشباب“*
وتشمل الآتي:
–تغيرات في الشخصية والمزاج والسلوك، ويكون التغير ملحوظًا، مثل: القلق، والخوف، والإكتئاب، والأوهام.
–صعوبة في التحدث والبلع والمشي.
–فقدان الذاكرة الشديد ويشمل ذلك عدم تذكر الأهل والأصدقاء.
تشخيص مرض الزهايمر عند الشباب
إذا كنت تعاني من واحدة أو أكثر من الأعراض التي تم ذكرها سابقًا لا يعني أنك مصاب بالزهايمر عند الشباب، ولكن عليك الذهاب إلى الطبيب المتخصص في مرض الزهايمر لإجراء الفحوصات، والاختبارات، والصور اللازمة لتشخيص المرض.
طرق الكشف عن الزهايمر عند الشباب
من الإجراءات اللازمة للكشف المبكر عن الزهايمر عند الشباب:
إجراء اختبارات معرفية للذاكرة والمهارات العقلية.
إجراء اختبارات تفصيلية مع أخصائي علم النفس.
الخضوع لفحوصات الدم والبول والسائل النخاعي.
اختبارات التصوير،مثل: التصوير المقطعي المحوسب، والتصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ.
علاج مرض الزهايمر عند الشباب
لا يوجد علاج للشفاء من الزهايمر عند الشباب أو لإيقاف التغيرات التي تحدث للدماغ، لذلك يكون العلاج يشمل عدة مجالات:
–مساعدة الشخص في الحفاظ على صحة الدماغ.
–التعامل مع الأعراض السلوكية.
–إبطاء أو تأخير أعراض المرض.
ويتم استخدام أدوية للحفاظ على الوظائف العقلية .
ومع تقدم المرض ووصوله للمراحل الأخيرة تزيد من فرصة التعرض لمشكلات صحية أُخرى منها:
–استنشاق الطعام والشراب داخل الرئتين.
–الإغماء والكسور والإمساك والإسهال وتقرحات الفراش.
–سوء التغذية والجفاف.
–نمط الحياة الصحي قد يساعد على تقليل خطر الإصابة بالزهايمر عند الشباب.
العلاج:
لا يوجد علاج نهائي لمرض الزهايمر حاليًّا؛ ولكن يصف الأطباء الأدوية للتخفيف من الأعراض، كالأرق، القلق، الانفعالات، والاكتئاب.
وهناك نوعان فقط من الأدوية التي اعتمدت لإبطاء تدهور المرض، ومنها:
1. مثبطات الكولينستريز
2. دواء (Mematine (Namenda:
وهو أول دواء مصرح به لعلاج الزهايمر وليس للتقليل من أعراضه، ويعمل على تنظيم نشاط الجلوتاميت، وهو مراسل كيميائي آخر بين خلايا التعلم والذاكرة، ويؤخر الدواء بصورة مؤقتة من تدهور المرض.
يمكن اتباع بعض الخطوات لمساعدة الشخص (وخاصة الشباب ) على التعايش مع مرض الزهايمر، منها:
الاحتفاظ بالمفاتيح، والهواتف المحمولة، وغيرها من الأشياء الثمينة في نفس المكان في المنزل، حتى لا تُنسى.
تنظيم مواعيد الأدوية ويفضل أن تكون لمرة واحدة يوميًّا أو وضع المنبه.
استخدام برامج تحديد المواقع على الهاتف المحمول؛ لتسهيل العثور على الشخص في حال الضياع ونسيان الاتجاهات.
الاحتفاظ بأرقام الهواتف للعائلة أو الاقارب في مكان يسهل الوصول إليه؛ لمساعدتك في حال النسيان.
استخدام التقويم أو لوحة بيضاء في المنزل لتتبع جداول يومية.
الاهتمام بمكان السكن وتقليل الفوضى قدر الإمكان.
من المهم وجود العائلة والأصدقاء حول المريض.
المحافظة على الروتين المنتظم؛ للحد من تشويش المريض