توج المخرجان أسماء المدير وكمال لزرق في الدورة 76 من مهرجان كان السينمائي وذلك بعد حصول فيلمهما على جائزتي أفضل إخراج ولجنة التحكيم ضمن فئة “نظرة ما“.
وحازت أسماء المدير على جائزة أفضل إخراج عن فيلمها “كذب أبيض”، وهو الفيلم الوثائقي الذي تغوص من خلاله المدير في عوالم طفولتها بمنزل والديها وذكرياتها، حيث تحكي عن رحلة عودتها إلى بيتها بمدينة الدار البيضاء المغربية لمساعدة والديها على الانتقال إلى منزل آخر، لتجد صورة أطفال يبتسمون في ساحة مدرسة، وعلى حافة إطار الصورة تشدها فتاة صغيرة تجلس على مقعد تنظر إلى الكاميرا بخجل، فتستخدم المخرجة المغربية كاميرتها وتنتقل من هذه الصورة لتسلط الضوء على جراح مرتبطة بـ”انتفاضة الخبز” سنة 1981 التي بصمت فترة مهمة من تاريخ المغرب.
وسبق لأسماء المدير أن حازت عدد من الجوائز بينها الجائزة الكبرى وجائزة أحسن إخراج في مهرجان العيون للفيلم الوثائقي عن فيلمها “الحرب المنسية” الذي يحكي جزء من تاريخ مقاومة الاستعمار الاسباني بمنطقة أيت بعمران. وقدمت المدير السنة الماضية فيلمها الوثائقي “مسيرة” في عرض خاص في الدورة العاشرة من المهرجان الدولي للفيلم بالداخلة.
كما توج فيلم “كلاب الصيد” لكمال لزرق بجائزة لجنة التحكيم، والذي تجري أحداثه في إحدى الضواحي الشعبية لمدينة الدار البيضاء، حيث يحاول حسن وعصام، الأب والابن، كسب قوتهما اليومي فيقومان بأعمال غريبة لصالح أحد رؤساء العصابات المحلية. في إحدى الليالي، يموت في سيارتهما عن طريق الخطأ رجلٌ كانا يقصدان خطفه. فيجد حسن وعصام نفسيهما أمام جثة يجب التخلص منها. وهكذا تبدأ مغامرتهما الليلية الطويلة في أسوأ أحياء المدينة.
ويعد تتويج الأفلام والمخرجين المغاربة في أحد أكبر وأعرق المهرجانات السينمائية العالمية نجاحا كبيرا للسينما المغربية، وثمرت عمل ومجهود قام به السينمائيون لإبداع أعمال فنية تضاهي الإنتاجات العالمية، وكذلك نتيجة الاهتمام والدعم الذي تقدمه الوزارة الوصية والمركز السينمائي المغربي لمبدعي وصناع السينما من أجل إنجاز أعمالهم السينمائية في أفضل الظروف وتمكينهم من الإمكانيات التي تخول لهم ذلك سواء من خلال الدعم المخصص لما قبل الإنتاج السينمائي الوطني أو من خلال المرافقة وترشيح هذه الأعمال في مختلف المهرجانات السينمائية الدولية.
يذكر أن مدير المركز السينمائي المغربي حرص على الحضور شخصيا لمؤازرة ودعم السينمائيين المغاربية وتسويق المواقع الطبيعية والسياحية التي يمكن أن تستقطب تصوير أعمال سينمائية عالمية، فضلا عن تواجد تقنيين متخصصين وذوي تكوين عال في مختلف المهن السينمائية.