السخط العارم على الأوضاع المتردية وحد المغاربة على كلمة التعاون والتضامن للتصدي لما أسموه نهبا لثرواتهم وتجاهلا لصوتهم ..، حملة إلكترونية بمطالب بسيطة و واضحة:
#7dh_gazoil
#8dh_Essence
dégage_akhannouch#
توحد المغاربة على ترديدها ونسخها في فضاء مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك و تويتر، والغاية واحدة وهي إنهاء أزمة غلاء أسعار المحروقات غير العادية؛ فبعد تخفيض دول كثيرة لأسعار المحروقات منذ مدة طويلة جدا ماتزال هذه الأخيرة مرتفعة في المغرب ما يعني أن الحاكمين الفعليين لسوق المحروقات في المغرب لا يبغون إلا مراكمة الأرباح وليس تحسين وضعية الشعب المغربي كما وعدوا وادعوا قبل توليهم لرئاسة الحكومة(تستأهلوا ما احسن)…
وقد جاءت هذه الحملة بعد وعي من المغاربة بأهمية التكنولوجيا والمظاهرة على مواقع التواصل الاجتماعي عبر تقنية الهاشتاج، وهي حملة عصرية حديثة ومريحة ذات صدى رجعي طيب بحسب ما عبرت عنه شريحة واسعة من أفراد المجتمع، حيث أكد كثيرون أن الغاية من هذه الحملة أو المظاهرات والاضرابات التي تقام أمام قبة البرلمان وغيره من الأماكن احتجاجا على قرار ما، ليس فقط تحقيق المطالب المشروعة بل إيصال الصوت وفتح باب النقاش بين المتضررين وناهبو حقوقهم ..،وإشعارهم بحجم السخط الذي يكتنف قلوب الشعب ضدهم، وبالتالي مراجعة هؤلاء لقراراتهم وحساباتهم من جديد تفعيلا لمبادئ الديموقراطية وحقوق الإنسان…
وتجدر الإشارة إلى أن الحملة في الأيام الأولى من انطلاقها بلغت رقما مهما (80ألف في تاريخ كتابة هذا المقال) …وقد تعارفنا جميعاً على أنه لأي حملة أعداء ومناصرون، في الحملة هذه برز أشخاص كثر لهم صيت في مجال اشتغالهم ‘يطبلون’ لمالك السلطة والمال ويبخسون قدر هاته الحملات بدعوى أن رحيل رئيس الحكومة المنشود لا يمكنه أن يتأتى عبر هاشتاغات سخيفة بحسب تعبيرهم…
هذا وقد ساهم أيضا بعض المواطنون في عرقلة تقدم الهاشتاج الأصلي
من خلال تغيير بسيط في حروفه، إما عن غير دراية ووعي وإما عن قصد، سيرا على نهج من اصطف في صف المناصرين لسياسة عزيز أخنوش…
وبعد أيام قليلة من بدأ الحملة برزت شعلة أمل ونقطة ضوء واهية جدا للمطالبين بالتخفيض تتمثل في قرار سحب درهم وبضع سنتيمات من ثمن المحروقات الملتهب، كوسيلة لإخماد نيران ثورة الاحتجاج لكن الأمر أجج غضب المغاربة أكثر حيث أن التخفيض المزعوم ضعيف جدا مقارنة مع حجم الزيادة،و أن سحب درهم وبضع سنتيمات لا يمس أبدا بحجم الثروة التي تتكاثر يوما بعد يوم لدى زعيم المحروقات والحكومة، لكنه مازال يؤثر على المتضررين من هذا الارتفاع الصاروخي في الأسعار الذي لم يسبق وأن عاش المغاربة تحت وطأته إبان أي حكومة ولت….
إن ما يعيش على واقعه المغاربة اليوم ليس إلا تأكيدا على ما مفاده أن السلطة والمال لايجتمعان في يد واحدة، وحيثما وجد من جمعهما وتمكن منهما وجد النهب الممنهج، وتمدد الاحتكار وغابت الديموقراطية…