حل الصحفي والأستاذ الجامعي أبوبكر الجامعي صاحب تجربة “لوجورنال” ضيفا على إحدى حلقات بودكاست “بصيغة أخرى” الذي يبث على منصة يوتيوب ويقدمه حمزة الفضيل، لمناقشة حصيلة 26 سنة من حكم الملك محمد السادس.
وأكد بوبكر الجامعي في بداية حديثه عن الأوضاع الحقوقية التي أقر أنها شهدت انفراجا في عهد الملك الراحل الحسن الثاني آواخر التسعينيات وبداية الألفية مع الملك محمد السادس، لكن سرعان ما تبخر هذا الانفراج الذي عرف منعطفا في السنوات الأخيرة، مشددا على أن احترام الحقوق لبنة أساسية وعامل من عوامل تحقيق الإستقرار.
وعن رأيه في عدم شمول العفو الملكي الأخير لمعتقلي الريف أن الدولة لازالت لم تنسى وقع الحراك، كما استنكر في حديثه عن هذا الشق التصرفات اللاإنسانية التي طالت بعض المعتقلين عبر تصويرهم وتسريب فيديوهاتهم للعموم.
وبخصوص قضية الصحراء أكد الجامعي على مغربية الصحراء، واعتبر أن مسألة الحكم الذاتي ينبغي أن تقترن بتجويد السياسات الحقوقية ومعالجة الاختلالات الداخلية للمضي قدما نحو ديمقراطية حقيقية لبناء أرضية صلبة، وأن هذه الأشياء تعتبر أمرا غاية في الأهمية للدفع بالمغرب نحو حل المشكل وطي الملف.
كما تحدث الجامعي عن التطبيع مع إسرائيل الذي اقترن بهذه المسألة كحل لجلب الاعترافات الدولية، واعتبره أنه أتى بطريقة فجة لاتخدم المغرب وأن أغلبية الشعب المغربي غير متفق مع التطبيع.
وعبر في نفس سياق أنه بالرغم من كل هذا عموم المغاربة يراهنون و متشبثون بالملكية المغربية خاصة في القضايا الكبرى والمصيرية.
وعن إجابته حول صحة الصراع الذي يروج حول تصارع أجنحة النظام المغربي
أكد أنه حسب تصوره لاينفي صحة هذا الكلام، لكنه فرق بين صراع الأمس واليوم حول طبيعة النظام، إذ يرى أن هناك اختلاف بين فئتين، الأولى ترى فيهم أن النظام يجب أن يكون سلطويا تقليديا تجنبا للتفكك، في حين ترى الفئة الثانية أن الانفتاح هو الحل، الشيء الذي تبناه الجامعي واعتبره نقاشا راقيا.
أما اليوم فالصراع أصبح صراعا بين المؤسسات وهو ما اعتبره أمر مخيف وغير مستحب، وبالرغم من هذا أكد الجامعي على استمرار قوة الملكية في هذا الجانب، غير أن بعض الإستراتيجيات الفردية لا تصب في نفس منحى الإستراتيجيات الشمولية للبلاد.
وفي خضم هذا الحوار أجاب بوبكر الجامعي على مسألة الجمع بين المال والسلطة وتأثيرها على الوضع الاقتصادي بشكل عام، حيث قارب موضوع الاستثمارات المملوكة للمَلكية المغربية، وطرح في هذا الباب مجموعة من الملاحظات من بينها:
أنها تعتبر عامل مؤثر على المنافسة وعلى الحقوق الإقتصادية للأفراد خاصة أنها تشمل مجالات تشكل عصب الاقتصاد كقطاع البنوك والتأمينات والمواصلات.
وفسر هذا بالقول أن تأثير السلطة يبقى حاضرا ولو بشكل غير مباشر في أذهان المستثمرين والفاعلين في المجالات الاقتصادية، الشيء الذي يضع التنافسية على المحك، وبيّن أن الاقتصاد يجب ان يكون مبني على الجدارة وليس على القرابة من أجل الوصول إلى تجويد المناخ العام للإقتصاد.
وفي حديثه عن الإصلاحات وكيفية تحقيقها هل من داخل المؤسسات أم خارجها؟ دعم الجامعي الطرح الثاني نظرا لطبيعة الأوضاع الحالية التي تشهد نوع من الإنغلاق على الذات.
و أشار في نفس السياق على أن المغاربة متشبثون بالديمقراطية الحقيقية ويريدون الوصول إليها، لكن لديهم هاجس دفع الثمن والذي فسره الجامعي بتضييع مسألة الإستقرار.
و تبنى الجامعي مبدأ الإنفتاح على الإختلافات الإيديولوجية بهدف خلق نقاش حقيقي بالرغم من اختلاف المعتقدات، إذ يبقى عاملا رئيسيا للوصول الى حلول ناجعة، وتحقيق مكاسب تخدم المجتمع بشكل عام.
وجدير بالذكر أن الصحافي والاستاذ الجامعي أبوبكر الجامعي معروف بمواقفه الجريئة وقدرته على النقاش بدون قيود ولا تحفظات، وهو إبن الصحافي الكبير الراحل خالد الجامعي.















